“أفريكا إنتلجنس”: حفتر يفقد السيطرة جنوبًا وسط ارتباك التحالفات وتنامي نفوذ الجماعات التشادية

ذكرت صحيفة “أفريكا إنتلجنس” الأميركية أن المواطن الأمركي خليفة حفتر، يواجه مأزقًا استراتيجيًا متصاعدًا في الجنوب الليبي، نتيجة تعقيدات العلاقة مع الجماعة التشادية المسلحة “المجلس العسكري لإعادة بناء السلام” (CCMSR)، التي باتت تشكل عبئًا على تحالفاته الإقليمية.

 

وكشفت الصحيفة، في تقرير، أنه برغم التزام الجيش الليبي بخارطة طريق الأمم المتحدة التي تدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية، يواصل حفتر الاعتماد على تحالفات مع جماعات أجنبية، أبرزها CCMSR، التي تسيطر على مواقع استراتيجية في فزان، بما فيها مناجم الذهب ومطار واو الكبير، ما يضعه في موقف متناقض أمام المجتمع الدولي.

 

وبين التقرير، أن صدام حفتر يتولى تنسيق العمليات في الجنوب، حيث أطاح بالقيادي حسن الزادمة من قيادة اللواء 128، ونقل السيطرة إلى اللواء 519، الذي وسّع نطاق عمل المجلس العسكري في جبل كلينجا، مشيرا إلى أن هذه التحركات تعكس قلقًا داخليًا من صعود قادة ميدانيين تربطهم علاقات وثيقة بالإمارات، ما يهدد بتفكك النفوذ العائلي في الجنوب. في المقابل، تمتلك جماعة محمد إيغري هالي المسلحة نحو 2000 مقاتل مدرب، وتحتفظ بقدرة على التحرك داخل الأراضي السودانية، ما يمنحها ورقة ضغط في مفاوضات عمّان المتعثرة، وقد لا تتردد في قلب التحالفات والانضمام إلى خصوم حفتر إذا اقتضت مصالحها ذلك.

 

وكشف التقرير، أنه في ظل التوترات السياسية الداخلية في تشاد، أجرى صدام حفتر اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس محمد إدريس ديبي، شدد فيه على ضرورة التنسيق لحماية الحدود، في محاولة لاحتواء تداعيات الوضع في تيبستي.

 

إلا أن الصحيفة ترى أن هذه الاتصالات لم تنجح في تبديد الشكوك حول نوايا حفتر الحقيقية، خاصة مع استمرار الجماعة التشادية في رفض الحوار خارج إطار الأمم المتحدة.

 

وتختم أفريكا إنتلجنس بأن حفتر، الذي بنى نفوذه على تحالفات المصالح، بات اليوم محاصرًا بين التزاماته الدولية وتحالفاته المتقلبة، فيما تزداد هشاشة موقعه في الجنوب الليبي مع تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة العابرة للحدود.

حفتر

Exit mobile version