أفريكا انتلجينس: باريس تُعيد رسم نفوذها الاقتصادي في ليبيا عبر شراكات متوازية مع غرب البلاد وشرقها
كشفت صحيفة أفريكا انتلجينس أن مجموعات الأعمال الفرنسية تتحرك لتعزيز حضورها الاقتصادي في غرب ليبيا، مع الإبقاء على شبكة مصالحها التقليدية في الشرق، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية أفرزت مؤخرًا تأسيس شراكتين جديدتين في باريس.
وأوضحت الصحيفة في تقرير، تابعته وترجمته صحيفة الجماهيرية، أن أشرف بول سولير، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ليبيا، أشرف في 18 نوفمبر على توقيع اتفاقيات شراكة مع جهات اقتصادية تمثل المنطقتين المتنافستين في غرب وشرق البلاد.
وبحسب التقرير، فإن الوفدين الليبيين—أحدهما عن المنطقة الحرة في مصراتة، والآخر موفد من الوكالة الوطنية للتنمية—صادقا على مذكرة تفاهم مع وكالة الاستشارات الحكومية الفرنسية “بيزنس فرانس”. واعتبرت الصحيفة أن توقيع الاتفاقيتين في اليوم ذاته لم يكن مصادفة، بل خطوة ضمن سياسة “إعادة التوازن” في الدبلوماسية الاقتصادية الفرنسية تجاه ليبيا.
وتعكس هذه التحركات رغبة باريس في تحسين علاقاتها مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس وزراء حكومة التطبيع، الذي أثار موقعه على الساحة الدولية هذا العام الكثير من الجدل. وكانت فرنسا دعمت سابقًا خطة تشكيل حكومة موحدة جديدة بالتعاون مع القاهرة (منظمة العفو الدولية، 12/12/2024)، فيما تبقى مسؤولية تنفيذ الخطة على عاتق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
ولفت التقرير إلى أن باريس تشجع حاليًا الشركات الفرنسية على إعادة الاستثمار في غرب ليبيا، بينما كثفت في الشرق حضورها عبر منظمة أصحاب العمل الفرنسية “ميديف إنترناشونال” التي أرسلت نحو 20 من قادة الأعمال إلى بنغازي في نوفمبر 2024، ما أسفر عن توقيع عقود مع مجموعة “سيدم” المتخصصة في تحلية المياه، وشركة “ماتيير” المختصة بالأشغال العامة وبناء الجسور.
وترأس وفد غرب ليبيا محمد حمودة، القنصل العام في مرسيليا، الذي عُيّن قائمًا بالأعمال في سفارة ليبيا بباريس في 18 نوفمبر. ومن المنتظر أن تتيح الاتفاقية التي وقّعها مدير المنطقة الحرة في مرسيليا أيمن الدرويش، وصولًا أسهل للشركات الفرنسية إلى المنطقة التجارية الحرة المحيطة بأكبر ميناء تجاري في غرب البلاد.
وأشار التقرير إلى أن الوجود الفرنسي تراجع منذ مغادرة شركة بولوري أفريقيا لوجيستكس—التي أصبحت لاحقًا AGL التابعة لـ MSC—في 2023، كما فشلت باريس في استعادة الامتيازات التي نالتها عام 2010 في ميناء مصراتة ثم فقدتها بعد إسقاط نظام القائد الشهيد معمر القذافي في 2011، في حين استقطبت المنطقة الحرة في مصراتة عددًا من الشركات التركية.
أما في الشرق، فقد وقّع البروتوكول محمود الفرجاني، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي التابع للجيش الوطني بقيادة المواطن الأمريكي خليفة حفتر (منظمة العفو الدولية، 07/07/2025)، بحضور بلقاسم حفتر.

ليبيا



