دوليمحلي

ناجي إبراهيم يسلط الضوء على السيطرة الأجنبية على دول أفريقية بصورة تفوق الفصل العنصري

ناجي إبراهيم يسلط الضوء على السيطرة الأجنبية:

سلط الدكتور ناجي إبراهيم الضوء على موضوع السيطرة الأجنبية على الدول الأفريقية، المستعمرات القديمة، وما تمثله تلك السيطرة من عائق أمام التكامل الأفريقي.

وروى الدكتور ناجي إبراهيم، في تدوينة عبر صفحته على “فيس بوك”، واقعة تجسد صورة شديدة القتامة للسيطرة والاستعمار، قائلا: “في نهاية خطابه ، خلال جلسة الأسئلة والأجوبة، سأله صحفي فرنسي عن موقفه من ديكتاتورية موغابي وكيف يشكل الديكتاتوريون مثل موغابي تهديدًا كبيرًا للتكامل الأفريقي. وكان هذا رد الرئيس جواكيم شيسانو: إن أحد أكبر التهديدات التي تواجه التكامل الأفريقي هو السيطرة الأجنبية”.

وتابع: “سأحكي لكم قصة حدثت معي تدليلا على ذلك: عندما توليت دوري كرئيس لمنظمة الاتحاد الأفريقي في يوليو 2003، مباشرة بعد دور تابو امبيكي، في منتصف إحدى الليالي ، تلقيت مكالمة عاجلة من رئيس جمهورية بنين ماثيو كيريكو، إنه كان في حالة طوارئ ، وفكرت على الفور بحدوث انقلاب عسكري ، حيث شهدت بنين الكثير من الانقلابات العسكرية ، فقال: “لا، إنه أسوأ من انقلاب عسكري، لقد أرسل رئيس فرنسا جاك شيراك، للتو مبعوثًا خاصًا ليحذرني من أننا إذا لم ندفع رسومنا البالغة 10٪ لفرنسا على الفور، فسوف نعاني من عواقب وخيمة”.

وأكمل: “هذه الرسوم الباهضة مفروضة علينا بفعل واحدة من 3 اتفاقيات وقعتها جميع البلدان الفرنكوفونية مع فرنسا كشرط لمنحنا الاستقلال في عام 1960.وكانت الاتفاقيات الثلاثة كما يلي:(1) يجب ان نعتمد ونتبنى ( السيفا) CFA كعملة مالية مشتركة وستكون 100 ٪ مسيطر عليها من طرف فرنسا.(2) يجب ان يدفع كل منا 10٪ من عائدات صادراتنا مقابل تأمين فرنسا لسيادتنا وأمننا.(3) يجب ان نحتفظ باحتياطياتنا الوطنية المالية في فرنسا ، وإذا سحبناها منها بدون موافقة فرنسا، فان فرنسا سوف تعتبر ما تم سحبه قرضا واجب السداد مع الفوائد المترتبة عليه الآن”

واستطرد قائلا: “يضيف الرئيس كيريكو – وبسبب بعض الأزمات المالية الخطيرة التي تواجهها بنين حاليًا ، قررت أنا وحكومتي تأجيل جميع المدفوعات للحكومات الأجنبية حتى يتعافى اقتصادنا ويعود إلى حالته الطبيعية، المبعوث الفرنسي الخاص رفض أخذ تفسيرنا بعين الاعتبار، لذا، هل يمكنك مساعدتنا في حشد الدعم من الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لدعمنا في هذا الكفاح مع فرنسا؟ لو سمحت؟”

وأكمل الدكتور ناجي إبراهيم: “قال شيسانو إنه لم يكن يصدق ما تسمع أذنيه، لقد كنت مصدوما. ثم أضاف : أجبت رئيس بنين بالقول: يا رفيق أخي الرئيس ، أرجو أن تقف بحزم شديد. سأتعامل مع هذا بسرعة كبيرة. لست متأكدًا من أن الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) سيستمع إلي ، لذلك سأتصل بالرئيس السابق نيلسون مانديلا الذي يحظى باحترام وتقدير لديهم لكي يتدخل ثم أعود إليكم بالرد ”

وواصل: “قال شيسانو كذلك إنه عندما اتصل وأخبر نيلسون مانديلا القصة ، صُدم مانديلا أكثر مما كان (شيسانو) مندهشا، اتصل ( مانديلا) على الفور بالرئيس جاك شيراك وأخبره أن هذا أسوأ من الفصل العنصري، في نهاية المطاف تنازلت فرنسا عن مدفوعات بنين عن ذلك العام ، لكنها قالت إنه إذا رفضت بنين الدفع للعام التالي وما بعده، فعندئذ يقع اللوم عليها لأنها معاهدة ملزمة وقعوا عليها”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى