نشرت مجلة “كاونتربنش” الأمريكية، تقريرا تحليليا بشأن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مفتتحا بأن الحلف لم يكن قادرًا على منع الحركة المناهضة للإمبريالية في ليبيا عام 1969 وتولي القائد الشهيد معمر القذافي السلطة، فتحرك “الناتو” في 2011 لإسقاطه.
وقال التقرير، إن القائد معمر القذافي طرد القواعد العسكرية الأمريكية من ليبيا بعد ذلك بوقت قصير.
ورأى التقرير، أنه بعد قرون من الحروب الاستعمارية الأوروبية في إفريقيا ظهرت دول جديدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتأكيد سيادتها، ورفضت العديد من هذه الدول السماح للقوات الأوروبية بالعودة إلى القارة، فلجأت القوى الأوروبية إلى الاغتيالات والانقلابات العسكرية لفرض الحكومات الموالية لها.
وبين التقرير، أن فرض حكومات موالية للقوى الغربية سمح بإنشاء قواعد عسكرية أوروبية في إفريقيا ومنح الشركات الغربية حرية استغلال الموارد الطبيعية للقارة.
وواصل: “أنشأت الحكومات الغربية تشكيلات عسكرية في جنوب أوروبا، وفي المتوسط لتحصينه ضد البحرية السوفيتية، ولإنشاء منصات تمكنهم من التدخل عسكريا في إفريقيا، وفي عام 2003، زادت شهية الولايات المتحدة لاستخدام الناتو في محاولتها لإظهار قوتها ضد خصوم محتملين”
وأوضح التقرير، أنه في عام 2008 تشكلت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” وكان مقرها الرئيسي في مدينة شتوتغارت الألمانية، وبدأ الناتو العمل في القارة الإفريقية من خلال أفريكوم.
ولفت تقرير مجلة “كاونتربنش” الأمريكية، إلى أن الاتحاد الإفريقي كان حذرا من التدخل العسكري الغربي في المنطقة، معتبرا أن حرب الناتو على ليبيا غيرت ديناميكيات العلاقة بين الدول الإفريقية والغرب.
وزاد: “في مارس 2011 منع مجلس الأمن الدولي، لجنة رفيعة من رئيس الاتحاد الإفريقي ورؤساء 5 دول إفريقية من السفر إلى طرابلس للتدخل لحل الأزمة الليبية، وفي اجتماع بين اللجنة رفيعة المستوى الخاصة بليبيا والأمم المتحدة، في يونيو 2011، قال الممثل الدائم لـ أوغندا لدى الأمم المتحدة “لا ينبغي لأي مجموعة من الدول أن تعتقد أنها تستطيع إعادة الهيمنة على إفريقيا”.
ونقل التقرير عن ممثل أوغندا قوله: “ليس من الحكمة أن ينتشي البعض بالتفوق التكنولوجي والتفكير أنهم وحدهم قادرون على تغيير مسار التاريخ نحو الحرية.
واستطرد: “عام 2001 شن الناتو عملية عسكرية في أفغانستان، وفي عام 2011 شن بإلحاح من فرنسا عملية قصف ضد ليبيا وأطاح بنظامها، مبينا أن العمليات العسكرية في أفغانستان وليبيا كانت مقدمة لمناقشات حول “الناتو العالمي”، وهو مشروع يتجاوز التزامات ميثاقه من بحر الصين الجنوبي إلى البحر الكاريبي.
وأكد التقرير، أن حرب الناتو في ليبيا كانت أول عملية عسكرية كبيرة له في إفريقيا، لكنها لم تكن أول بصمة عسكرية أوروبية في القارة، مردفا: “أدت الفوضى في ليبيا إلى اندلاع سلسلة من الصراعات الكارثية في مالي وجنوب الجزائر وأجزاء من النيجر”
وذكر التقرير، أن قادة الحلف قرروا في قمة حلف الناتو في وارسو عام 2016، زيادة تعاونهم مع الاتحاد الإفريقي، مضيفا أن “الناتو رحب بالالتزام العسكري للحلفاء في منطقة الساحل والصحراء، ولتعميق هذا الالتزام أنشأ قوة إفريقية جاهزة وبدأ عملية تدريب الضباط في القوات العسكرية الإفريقية”
وأرجع التقرير أسباب الحرب الروسية في أوكرانيا، إلى قلق روسيا من توسع الناتو نحو الحدود الروسية، مردفا: “لا عجب إذن أن العديد من الدول الإفريقية الكبرى رفضت اتباع موقف واشنطن بشأن الحرب على أوكرانيا”
كما أشار التقرير، إلى أن نصف الدول الإفريقية امتنعت عن التصويت أو صوتت ضد قرار الأمم المتحدة بإدانة روسيا، متابعا: “حماقات الناتو والدعم لـ إسرائيل بينما هي تواصل العنصرية ضد الفلسطينيين، يظهر التناقض الحاد والعار مع الغضب الغربي من الأحداث الجارية في أوكرانيا”



