محلي
بعد طول غياب.. الكيب: من يقود الحرب على طرابلس هو عين الإرهاب ومنتهى الإجرام وغاية الغدر
أوج – طرابلس
قال رئيس الحكومة الأسبق، عبدالرحيم الكيب، إنه تشرف بمهمة رئاسة الحكومة الانتقالية في مرحلة عسيرة، مؤكدًا أنه تخللها الكثير من التحديات والمشقات الصعاب، وأنه حرص وزملائه على المضي قدمًا في وضع لبنات دولة ليبيا المدنية، والتي ما فتئ الليبييون ينشدونها منذ زمن بعيد.
قال رئيس الحكومة الأسبق، عبدالرحيم الكيب، إنه تشرف بمهمة رئاسة الحكومة الانتقالية في مرحلة عسيرة، مؤكدًا أنه تخللها الكثير من التحديات والمشقات الصعاب، وأنه حرص وزملائه على المضي قدمًا في وضع لبنات دولة ليبيا المدنية، والتي ما فتئ الليبييون ينشدونها منذ زمن بعيد.
وتابع الكيب، في كلمة له بتغطية خاصة، على فضائية ليبيا الأحرار، بأن الشرفاء والحرائر لم يتوانوا على بذل المهج والأنفس، وتقديم الغالي والثمين، في سبيل هذه الدولة، التي ستكون ثمرة نضال مشرف وتتويجًا مستحقًا للتضحيات الجسام، مشيرًا إلى أن تلك الدولة هي دولة الحق التي تنتصر للمظلوم، ويؤخذ فيها على يد الظالم، وتتحقق فيها العدالة والمساواة لمواطنيها وتحفظ فيها الذمة والعهود والمواثيق، قائلاً: “فما كان فيها من نجاح وتوفيق فهو بفضل من الله ومنا، وما كان من تقصير فحسبنا أنه كان من غير قصد ولا نية”.
وأضاف رئيس الحكومة الأسبق: “ثم شهد أهلنا في ربوع الوطن وأسره، والعالم أكمله، مغادرتنا للحكومة بمنهج حضاري، يعكس حرص الليبيين على مدنية الدولة، وتأكيدًا لمبدأ التداول السلمي على السلطة، فلم أبرح بعدها الوطن الذي عشقته كما تعشقونه، وحُرمت منه مرغمًا لسنين طوال بعد أن أخذت عهدًا على نفسي بالنأي والابتعاد عن المشهد السياسي”.
وأوضح أن ما يحدث اليوم، من مشاهد مروعة وحرب شعواء، على العاصمة طرابلس، لا يستقيم لأي إنسان عاقل ووطني السكوت عليه، اقتداءً بقوله تعالى، “ولا نكتم شهادة الله، إنا إذن لمن الآثمين”.
وبين الكيب، أنه من منطلق مسئوليته أمام المولى عز وجل، ثم أمام أهله في الوطن بأجمعه، فإنه يدين ويشجب بأشد عبارات الاستنكار ما يحدث من حرب على بلاده عامة، وفي عاصمتها طرابلس خاصة، التي شاخت بالغزو الذي طالها بتقتيل أبنائها وترويع الآمنين وتهجير أهلها وإهلاك الحرث والنسل فيها، على حد وصفه.
ولفت رئيس الحكومة الأسبق، أنه استنادًا على موقفه، واستهجانه وشجبه، فإنه يعلن ما يلي:
1- إن من يقود ويدعم هذه الحرب على طرابلس العاصمة والتي طالت الأطفال والنساء والشيوخ هو عين الإرهاب ومنتهى الإجرام وغاية الغدر، فهذه الحرب جاءت لإشعال عقدة الخلاف بيننا وتعطيل المصالحة الوطنية الشاملة، بين كل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، كما تسعى لوقف المسارات والمبادرات السياسية الوطنية والدولية، والتي كان آخرها الملتقى الجامع، الذي تقرر انعقاده 14 الطير/أبريل الجاري برعاية الأمم المتحدة في مدينة غدامس.
2- أؤكد بكل قوة على مطالبة الليبيين، بل إنني من المصرين على توحيد المؤسسة العسكرية والشرطة والتي يكون ولائها لله ثم الوطن وتخضع لقوانين الدولة المدنية التي تضطلع بحماية البلاد وأهلها، وتحافظ على دستورها بإقرار الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي على السلطة.
3- في الوقت الذي نشجب فيه بشدة على أي مخالفات أو تجاوزات قانونية من أي جهة كانت، فإننا نعلم وندرك جيدًا أن الوطنيين الأحرار من قيادات وأعضاء القوات المساندة هم السند والعماد الذين ما فتئوا يضحون في سبيل هذه الوطن، والذين ما انفكوا راغبين بصدق في المساهمة في بناء الدولة المدنية، ومؤسساتها العسكرية والشرطة والأمن والالتزام بقوانينها وأنهم مستعدون ومدركون أن التأخر في ذلك قد يؤخذ ذريعة ضد توجههم الوطني لبناء دولة المؤسسات والقانون.
4- أثمن دور المسئولين ورؤساء الأركان وقيادات المناطق العسكرية والشرطة والأمن والضباط، وضباط الصف، والجنود والرجال الأشاوس من القوات المساندة الذين هبوا للدفاع عن العاصمة لرد العدوان الغاشم.
5- نثمن الدور الذي تلعبه البلديات ولجنة الأزمة والهلال الأحمر والجمعيات الخيرية، ومفوضية المجتمع المدني، ونحييهم على موقفهم الوطني والإنساني.
6- أؤكد على أن طرابلس وأهلها لم ولن تكن مأوى ولا حضنًا للإرهاب، فهي طاردة له، نافية لخبثه، مجتثة لعروقه، ولا تقبل به أبدًا، وما حجة مكافحة الإرهاب في طرابلس إلا وللأسف كلمة حق أريد بها باطل، فالعالم شهد على ما قامت به كتائب البنيان المرصوص، في اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف من مدينة سرت الباسلة، والحرب على منابع الإرهاب في مدن وأماكن أخرى.
7- أناشد كافة الضباط وضباط الصف، والجنود المنتمين للقوات المسلحة التي تشارك في الحرب على العاصمة، بالانحياز الكامل للوطن وأهله، وعدم السكوت عما يحاك للشعب من مؤامرات وامتهان، للتدليس والخداع، وأذكرهم أنه مسئولون أمام الله أولاً ثم أمام أبناء هذا الوطن الجريح وأن التاريخ لن يذكرهم إلا بجرم من يقودهم.
8- أناشد المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لمؤازرة الليبيين جميعًا يحق وفاعلية في دفع هذا العدوان، وتجريم مرتكبيه وقادته، وكف تدخلات الدول الإقليمية، التي لم تتوقف عن دعم المعتدي، بالمال والسلاح لتحقيق مآرب غير واضحة، وفي خرق واضح لقرارات مجلس الأمن لتحقيق نظام شمولي في ليبييا.
9- أؤكد على حق كل الليبيين في المشاركة في العملية السياسية، والمساهمة في بناء الدولة المدنية المنشودة، وجميعنا تحت القانون، وأن القضاء الحر النزيه هو الفيصل في كل أمر.
10- أدعو بعثة الأمم المتحدة إلى تحمل مسئولياتها في حماية المدنيين، وتحديد موقفها الصريح الواضح من العدوان على العاصمة، وتوثيق الأعمال الإرهابية، ونقلها بمصداقية إلى المجتمع الدولي، والتي كان السيد الأمين العام أنطونيو جوتيرس، شاهدًا عليها في زيارته الأولى لليبيا، وما آلت إليه سياسة غض الطرف فيما حدث من قصف صاروخي سافر على المدنيين والمستشفيات والمدارس، في العاصمة مساء 17 الطير/أبريل الجاري، والذي أدي إلى سقوط الضحايا الأبرياء من الضحايا العزل والنساء والأطفال.
11- أناشد إخوتي في القبائل الليبية وشيوخها وأعيان الوطن إلى الوقوف صفًا واحدًا والعمل على رأب الصدع وإحقاق الحق وتحقيق المصالحة والعدالة وتأكيد أواصر الوحدة الوطنية.
12- أدعو مشائخ وعمد وأعيان ووجهاء برقة لرفع صوت العقل والحكمة، الذي عهدناه فيهم، وأن نتبنى معًا شعار “الوحدة والسلام والوئام”.
13- أدعو عمداء وأعضاء المجالس البلدية ومجالس المصالحة، ومؤسسات المجتمع المدني، والنقابات والمثقفين والنخب، واتحادات الطلبة، والجاليات الليبية في الخارج، والسفارات، والبعثات الدبلوماسية للتحرك الفاعل للاصطفاف إلى جانب الوطن ونصرته والذود عن حماه وتغليب مصلحة الوطن وذم الجهوية المقيتة، والتأكيد على رفض النظام الشمولي وحكم الفرد الواحد.



