محلي

بوسعدة: المشهد السياسي في ليبيا يُدار خلف الكواليس بإرادة الخارج.. والأمم المتحدة جزء من الأزمة

أكد المحلل السياسي عمر بوسعدة أن المشهد السياسي في ليبيا لا يتشكل عبر الأجسام المحلية، بل في “الغرف المغلقة” وتحت تأثير مباشر من القوى الإقليمية والدولية الكبرى، مشيراً إلى أن التوافق بين هذه الأطراف هو العامل الحاسم في تحديد مسار الأحداث داخل البلاد.

وأوضح بوسعدة أن الانقسام والتشرذم يسيطران على المشهد السياسي منذ أكثر من 14 عاماً، حيث يسعى كل طرف للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، حتى لو كان ذلك عبر المراهنة على استمرار الصراع.

وأشار بوسعدة إلى أن مجلس الدولة الإخواني يسعى لإعادة التموضع استعداداً لأي عملية سياسية قادمة، بينما يحاول مجلس النواب التعامل بواقعية مع التطورات رغم التباين في المواقف.

وحذّر بوسعدة من أن العملية السياسية تواجه تعقيدات متزايدة نتيجة الخلافات الدولية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة بدت شبه متجاهلة للإحاطة الأممية، فيما أبدت روسيا تحفظات جوهرية، بينما كان التفاعل البريطاني محدوداً، وهو ما انعكس سلباً على زخم العملية السياسية.

وأضاف أن مجلس الأمن الدولي وضع خارطة طريق واضحة للنهوض بالعملية السياسية، لكن نجاحها يتطلب إشراك جميع الأطراف السياسية وقرارات ملزمة تدعم التنفيذ، وإلا ستلجأ القوى المتصارعة إلى مسارات بديلة تزيد من تعقيد المشهد.

وانتقد بوسعدة أداء البعثة الأممية، مؤكداً أنها أصبحت جزءاً من المشكلة بسبب ضعف مصداقيتها وغياب الشفافية في مواقفها، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تدير الملف الليبي بما يتماشى مع إرادة الدول الكبرى النافذة التي ترغب في إبقاء الأزمة معقدة.

وختم بالتأكيد على أن ليبيا تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية وصادقة من جميع الأطراف لإنهاء الانقسام وإطلاق عملية سياسية جادة تضع البلاد على طريق الاستقرار.

بوسعدة: المشهد السياسي في ليبيا يُدار خلف الكواليس بإرادة الخارج.. والأمم المتحدة جزء من الأزمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى