وسط انقسام حول فاعليتها .. خارطة تيتيه على طاولة مجلس الأمن بين الأمل والتشكيك
تتجه أنظار الليبيين والمجتمع الدولي مجددًا إلى مجلس الأمن الدولي، حيث تعقد جلسة حاسمة في 14 أكتوبر الجاري لبحث تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي تنتهي في 31 أكتوبر.
وفي تقرير خاص لصحيفة العين الإخبارية، تباينت آراء خبراء ومحللين ليبيين حول مستقبل البعثة الأممية، بين من يرى أن التجديد يمثل فرصة أخيرة لإحياء المسار السياسي وتوحيد المؤسسات، ومن يحذر من أن استمرار البعثة بنفس النهج سيجعلها جزءًا من الأزمة لا وسيلة لحلها.
ومن المقرر أن تقدم المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا، هانا تيتيه، إحاطتها أمام أعضاء المجلس، مستعرضة آخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية، في ظل استمرار الانسداد السياسي وتأخر المسار الانتخابي.
وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية ورئيس حزب «ليبيا الكرامة»، يوسف الفارسي، أن الجلسة المرتقبة تكتسب أهمية خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لحسم الملفات العالقة، مشيرًا إلى أن الحوار الليبي المزمع عقده في 20 أكتوبر قد يمثل بداية لتقارب سياسي، داعيًا إلى دعمه كأمل حقيقي لتجاوز الانقسام.
في المقابل، انتقد الباحث السياسي محمد امطيريد أداء البعثة، معتبرًا أنها لم ترتقِ إلى مستوى التحديات، وأن خارطة الطريق السابقة لم تُنفذ بالشكل المطلوب، محذرًا من أن استمرار الجمود دون تغيير جوهري في قيادة أو منهجية البعثة سيجعلها عاجزة عن دفع العملية السياسية.
وكانت تيتيه قد أعلنت في أغسطس الماضي خارطة طريق جديدة تتضمن خطوات نحو الانتخابات والمصالحة الوطنية، وتشكيل حكومة موحدة خلال شهرين، إلا أن اشتباكات طرابلس الأخيرة ألقت بظلالها على فرص التنفيذ.
وبعد أكثر من عقد على الانقسام السياسي وتعدد الحكومات، لا تزال الأمم المتحدة تحاول الإمساك بخيوط مبادرة التسوية، وسط تحديات متزايدة تهدد بانفلاتها من جديد.

تيتيه



