محلي

لم نجد شريكًا نتفق معه في برلين.. السراج: ذهابنا إلى المسار السياسي لا يعني انسحابنا من معركة طرابلس


أوج – طرابلس
قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، مساء أمس الثلاثاء، إنه لا توجد أي حدود مشتركة تجمع ليبيا والإمارات، مشيرًا إلى أن حكومته لها الحق في التعاون مع أي طرف لمواجهة ما أسماه بـ”العدوان”.
وأضاف السراج، في مقابلة مع فضائية “الجزيرة” القطرية، تابعتها “أوج”: تحدثنا مرارًا مع الإماراتيين والمصريين عن التناقض في إعلان دعمهم لحكومة الوفاق في العلن ودعم حفتر في الخفاء”.
وأردف: “نستغرب قيام الإمارات بإنشاء قاعدة عسكرية في شرق البلاد وهي تعترف بشرعية حكومة الوفاق، ومن ثم يجب على مصر والإمارات مراجعة مواقفهما من الأزمة الليبية بأطر أخلاقية وحوار مع الحكومة الشرعية”.
وتابع: “ذهابنا للتوقيع في موسكو جاء من موقف قوة وليس ضعف، كما أن ذهابنا إلى المسار السياسي لا يعني انسحابنا من معركة الدفاع عن العاصمة طرابلس، ورسالتنا كانت لكل الأطراف أن الحل سياسي وليس عسكريًا”.
وواصل السراج: “هناك مرتزقة يحاربون مع الطرف الآخر والجانب الروسي جانب مهم لإيجاد أرضية للتفاهم معه ولا يمكن تجاهله، كما أن تركيا حليف يعترف بشرعية حكومتنا ومذكرتا التفاهم معها تدعماننا للدفاع عن أنفسنا وعن حلم الدولة المدنية، فتوقيع تلك المذكرة خطوة مهمة للدفاع عن العاصمة ولم نعتد على حقوق أي بلد بعد توقيعها”.
واختتم: “مؤتمر برلين قدم لنا تفاؤلاً حذرًا ولم نجد شريكًا سياسيًا نتفق معه، والطرف المعتدي لا يؤمن بحل سياسي”.
ودعا المشاركون بمؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، في البيان الختامي، يوم 19 آي النار/يناير الجاري، مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على من يثبت انتهاكه لقرار وقف إطلاق النار.
كما دعت الدول المشاركة في المؤتمر إلى توحيد القوات الليبية من “الشرطة والجيش” تحت قيادة سلطة مركزية مدنية، مع ضمان سلامة المنشآت النفطية وعدم التعرض لها.
ومن ناحية أخرى، اتفقت القوى المجتمعة في برلين، على تعزيز حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدين على ضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بهدف إتاحة الفرصة لبدء عملية سياسية.
وأكدت الدول المشاركة في المؤتمر، دعمها تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة في ليبيا تحظى بمصادقة مجلس النواب، داعين جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
واستضافت ألمانيا مؤتمرًا حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة، يوم 19 آي النار/يناير الجاري، في العاصمة برلين، بحضور 12 دولة هم الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، ومصر، والإمارات، والجزائر، والكونغو، وممثلي الاتحاد الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية والمبعوث الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، بهدف توفير ظروف مؤاتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي مع الإعلان مسبقاً عن وقف دائم لإطلاق النار.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى