محلي

قصف عشوائي واستهداف للمدنيين ومخازن سلاح.. مطار معيتيقة الدولي قاعدة عسكرية تحت قيادة الأتراك

أوج – طرابلس
على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في ليبيا، إلا أن مطار معيتيقة الدولي “المدني” تحول وفق شهود عيان، إلى قاعدة عسكرية تهدد أمن سكان المنطقة المجاورة، حيث استغلت قوات حكومة الوفاق غير الشرعية قرار وقف إطلاق النار للتحشيد عبر المطار من خلال نقل المرتزقة السوريين، وتخزين العتاد والأسلحة بالمطار، فضلاً عن الانتهاكات التي تشهدها المنطقة من قصف للضواحي المجاورة واستخدام المدنيين كدروع بشرية.
وأكد مصدر محلي من أهالي طرابلس، أن “مدفعية الميليشيات والمرتزقة السوريين المدعومين من تركيا هم من قصفوا الأحياء السكنية جنوب طرابلس من منطقتي محيط قاعدة معيتيقة واسبيعة”، على حد قوله.
وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، في تصريحات طالعتها “أوج”: “هناك الكثير من الادلة التي تؤكد نشر العصابات المسلحة للأسلحة الثقيلة في الأماكن السكنية بطرابلس”.
وتابع: “في الفترة الأخيرة بدأت استخدام هذه الاماكن في قصف مواقع الجيش الشعبي لدفعه على الرد مما سيوحي للعالم أنه يقصف الأحياء المكتظة بالسكان، لكن الجيش ما زال يلتزم بوقف إطلاق النار وبضبط النفس وعدم الرد على هذه التحرشات”.
واختتم: “لا يمكن للعصابات الإرهابية القيام بأعمال كهذه لولا الدعم التركي اللامحدود لها، ومحاولات استجداء وجلب تعاطف دولي بزعم أن الجيش هو من يقصف المدنيين، رغم اكتشافنا لهذه الحقائق”.
وقال مصدر مسؤول بمطار معيتيقة، رفض ذكر اسمه، إن المطار تحول إلى ثكنة عسكرية، مؤكدًا أنه أصبح وهمًا الاعتقاد أن هناك طاقمًا مدنيا يعمل فيه، قائلاً: “لقد تحول كليًا الى مطار عسكري، لنقل السلاح من تركيا والمرتزقة من سوريا”.
وأشار المصدر، إلى أن المطار أصبح يستخدم فقط للأغراض العسكرية، لنقل المرتزقة والسلاح، قائلاً: “إن الهدف من ذلك، هو تحقيق حلم الاتراك في احتلال ليبيا وإعادة إحياء الإمبرطورية العثمانية”.
كشف تسجيل مرئي بثته إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن تركيا نشرت نظامًا للدفاع الجوي I-HAWK PIP-3 في مطار معيتيقة بطرابلس لحماية الطائرات التي تهبط من خطر الغارات الجوية.
وأفاد موقع “ميليتاري رادار” العسكري الإيطالي، في تقرير له، طالعته وترجمته “أوج”، بأن نظام Hawk System التركي عبارة عن نظام صاروخي للدفاع الجوي لجميع الظروف الجوية، يوفر دفاعًا على نطاقات واسعة أو أهدافًا محددة ضد الطائرات سريعة الحركة على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة وطائرات هليكوبتر معلقة وصواريخ أرض – أرض قصيرة المدى.
وأوضح الموقع المتخصص في متابعة حركة الملاحة الجوية العسكرية وأعمال التجسس والاستطلاع، أن النظام يستقبل الصور الجوية وينقلها عن طريق بيانات اتصال ATDL، ويشتمل النظام على وظيفة قيادة PCP التي تقود عملية النشر.
وأكد الموقع أن النظان التركي “هوك” يتضمن رادار CWAR، ورادار HPI Doppler و6 منصات إطلاق؛ كل منها مجهز بـ3 صواريخ، موضحا أن جميع الأنظمة تشمل مركز التحكم، وبحث الرادار وقفل وتتبع الرادار، والقاذفات، والصواريخ، وقطع الغيار والمعدات ذات الصلة.
ومن جهته، اتهم الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، تركيا باستغلال وقف إطلاق النار ونصب منظومة دفاع جوي قرب مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس.
وقال المسماري في تصريحات صحفية، طالعتها “أوج”، إن ميليشيات طرابلس وتركيا مستمرتان في خرق الهدنة وقامت بإنزال أسلحة ومدافع موجهة في ميناء مصراتة، وتواصل جلب المرتزقة السوريين إلى طرابلس.
وأضاف المسماري: “رصدنا وصول أسلحة بحرا وجوا إلى ميليشيات طرابلس في فترة وقف إطلاق النار، كما رصدنا تركيب منظومة دفاع جوي في مطار معيتيقة وإنزال قوات معادية من تركيا وسوريا”.
وفي هذا السياق، أكد مصدر مُطلع من داخل مطار معيتيقة، هبوط طائرة الخطوط الأفريقيه في معيتيقه قادمة من إسطنبول، وعلى متنها عدد كبير من المرتزقة السوريين، مؤكدًا أنه تم الإبلاغ بخروج هذه الرحلة من إسطنبول بدون ركاب، إلا أنهم فوجئوا بها مُحملة بعناصر سورية ودون أوراق ثبوتية، حيث تم التعرف عليهم من خلال اللهجة فقط.
وكشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، انطلاق رحلة رقم “5A – ONJ – A320″، من مطار اسطنبول، متوجهة إلى العاصمة طرابلس، موضحين أن الطائرة تابعة للخطوط الجوية الإفريقية.
وأضاف النشطاء، في تدوينات تداولها عدد كبير كبير من المُتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، طالعتها “أوج”، أن الرحلة خرجت الجمعة من اسطنبول على أنها بدون ركاب، موضحين أنها وصلت صباح السبت، الساعة 45: 9، إلى طرابلس، وهي ممتلئة بالمرتزقة السوريين.
وتطرقوا إلى: “خروج طائرة فارغة من الركاب تابعة للخطوط الليبية من طرابلس إلى اسطنبول، وسترجع غدًا مع الساعة الـ9 صباحًا بالمرتزقة السوريين”، مختتمين: “عندما لا تجد معلومات عن الرحلة، فإن الطائرة تكون فارغة من الركاب”.
وتزامنًا مع انتقال تلك العناصر، لم يعد خافيًا، وفق التقارير والمعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية، أن مطار معيتيقة الدولي تحول بالفعل من مطار مدني إلى قاعدة عسكرية لاستقبال الأسلحة التركية والمرتزقة السوريين، وفق كثير من المتابعين، ووفق ما رصده العاملون بشركة الخطوط الجوية الإفريقية التي قامت بعدد من تلك الرحلات المشبوهة، مستخدمة الطائرات المدنية، حسبما أكد موظفوها.
كما انطلقت مناشدات عديدة لأهالي طرابلس من جانب قوات الشعب المسلح والقوة المساندة من أبناء القبائل بضرورة توخي الحذر من القصف العشوائي لميليشيات الوفاق المرتزقة السوريين حول مطار معيتيقة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى