محلي

من الهجرة غير الشرعية إلى إرسال المرتزقة.. تورط رئيس شركة ألمانية في الصراع داخل ليبيا

أوج – لندن
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، تورط الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “واير كارد” الألمانية، جان مارساليك، في الصراع في ليبيا، عن طريق الهجرة غير الشرعية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها، طالعته “أوج”، أنه في الشهور الأولى لعام 2018م، كان “مارساليك”، يعقد اجتماعًا في منزله بولاية ميونيخ الألمانية لتجنيد نحو 1500 من المرتزقة من أجل مشروع جديد في ليبيا، موضحة أن ليبيا كانت محل اهتمام بالنسبة له، منذ عام 2015م.

وبيّنت أن ليبيا، بمثابة مسرحًا لطموحه في مشاريعه السرية بمنطقة الشرق الأوسط، لاسيما أن أغلب هذه المشاريع ارتبط بتغذية الصراع والعمل لحساب أجهزة استخباراتية تعمل على الأرض في ليبيا.

ووفقًا للتقرير، أظهرت وثائق سرية، ورسائل للبريد الإلكتروني، أن مارساليك خرج عن مقتضيات وظيفته في شركة “واير كارد” للمدفوعات التي كانت يومًا ما مبعث فخر في ألمانيا والتي جاء سقوطها بعد تبخر نحو ملياري دولار من القوائم المالية للشركة، في فضيحة هزت الأوساط الاقتصادية في ألمانيا، موضحة أن انخراط رجل “واير كارد” الألمانية القوي في ليبيا، يثير تساؤلات تتمحور حول السبب الرئيسي لهذا الأمر.

وفي ذات السياق، ذكرت مصادر دبلوماسية للصحيفة، أن “مارساليك” كان يتطلع في بداية المطاف لدور في إعادة إعمار ليبيا التي بدا أنها قد تتحول لمركز للفرص بعد انتهاء الصراع المستمر لنحو عقد من الزمان، إلا أن اهتماماته سرعان ما تغيرت، حيث كان يسعى لتجنيد نحو 15 ألف من المرتزقة في ليبيا من أجل السيطرة على عمليات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وحول سر اهتمامه بالهجرة غير الشرعية، قال مصدر دبلوماسي آخر للصحيفة، أن ذلك المشروع كان بمثابة واجهة للترويج لجمعية الصداقة الروسية النمساوية المدعومة، والتي كانت تعمل على تقديم أدلة للاتحاد الأوروبي لإحداث تغيير فعلي في معضلة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا والتي ارتفعت بشدة في الفترة الأخيرة.

وبيّنت المصادر لـ”فايننشال تايمز”، أن نحو 3 أجهزة استخبارات غربية تطارد الرجل الذي كان يومًا ما جزء من قصة نجاح وهمية لعملاق المدفوعات الإلكترونية الألماني، كما أصدر المدعي العام الألماني مذكرة اعتقال لجان مارساليك مع تعميم المذكرة على كافة دول الاتحاد الأوروبي في محاولة للقبض على الرجل الذي يعتقد على نطاق واسع أنه جزء من قصة انهيار الشركة.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة، أعلنت في وقت سابق، أن ما لا يقل عن 683 مهاجرًا ولاجئًا لقوا حتفهم بمياه البحر المتوسط، أثناء محاولاتهم الوصول إلى أوروبا، منذ بداية العام الحالي، أي ما يعادل نسبة 47% من الوفيات المسجلة في الفترة نفسها من العام قبل الماضي، والتي بلغت 1449.

وبحسب الإحصائية، تصدرت اليونان قائمة بلدان الوصول في دول جنوب المتوسط الأوروبية، حيث تمّ تسجيل وصول 16,292 ألف مهاجر ولاجئ، تليها إسبانيا “12,064”، وبعدها إيطاليا “3,186” خلال الفترة ذاتها، التي شهدت إعادة 4,023 ألف مهاجر أو لاجئ إلى ليبيا، بعد اعتراض قواربهم في طريق وسط المتوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى