تقارير

مصالحة بين الليبيين أم مواجهات مريرة أكبر.. ليبيا في مرحلة فارقة

مع حدوث تطورات كثيرة على الساحة الليبية، خلال الساعات الماضية، تعالت أصوات وطنية ليبية، تدعوا إلى ضرورة تعزيز المصالحة الوطنية الليبية، والابتعاد عن الأجندات والمصالح الضيقة للحفاظ على ليبيا وعدم تعميق الصراع والحرب.

وقال البعض إنه بقدر ما أسعد قرار البرلمان المصري الموافقة على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، باعتباره عاملا هاما للتصدي للمحتل التركي في البلاد، الا أن ليبيا في نهاية المطاف هى من ستدفع ثمن تعميق الصراع وطول أمد الحرب.

وتحت شعار “لا للحرب لا للدمار”، طالب المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، بالإيقاف الفوري للحرب المشتعلة دون قيد أو شرط، رافضا التدخل الخارجي في الشأن الليبي تحت أي مبرر كان ومن أي جهة. وأعلن مجلس القبائل رفضه للتحشيدات العسكرية، وتهديد حياة المدنيين بمنطقتي سرت والجفرة، وما ينتج عنها من تأثر المورد الوحيد لقوت الليبيين وهو النفط. 

وثمن الكاتب عبد السلام سلامة، بيان القبائل ودعوته لمصالحة وطنية ليبية، مشيرا إلى أن ملتقى القبائل والمدن الليبية في بيانه الأخيـر، حاول أن يُشخص أمراض الوطن، ويصف لها العــــلاج غير المتوفر محليا، بإستثناء ( مرض كورونا طبعا )فلم يدرج في جدول الأعمال، الأعمال بالنيات، والأجر حاصل إن شاءالله ، لكن لابد أن نعترف ان الأزمة الليبية تجاوزت قدرة القبائل والمدن ، وهي الآن في قبضة الكبار الذين لايريدون لها حلا وفي نيتهم ترك ليبيا جُثة هامدة حتى تتحلل وعلى أنفسنا جنينا.

من جانبه قال د. مصطفى الفيتوري، أستاذ جامعي وباحث، لابد من صوت عاقل وسط هذا الجنون والعقل دائما على موعد في بني وليد. وبيان القبائل في بني وليد، يشرف كل ليبي حر ويجب دعمه، وهو أقرب منطق للواقع في ظل هذا الطيش والتيه!

في السياق ذاته، أكد القيادي في النظام الجماهيري سعيد رشوان على ضرورة إعمال المصالحة بين الليبيين للعودة إلى الاستقرار.

وقال رشوان في تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”، “لن تنام  ليبيا آمنة مطمئنة مستقرة إلا إذا توسدت المصالحة الوطنية.

وعلق كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، دكتور حسن إبش، في تصريحات، أن المواقف الدولية تتداخل حول ليبيا، لتزيد تعقيدات أزمتها، وتُصعّب طريقها نحو الاستقرار.

 وحذر الكاتب كاظم ناصر من التداعيات، وقال: إذا فشلت الأطراف المعنية في احتواء النزاع وحله سلميا، وهاجمت ميليشيات حكومة السراج غير الشرعية، سرت والجفرة، ونفذت مصر تهديداتها بالتدخل عسكريا في الشرق الليبي، فإن ذلك سيدخل المنطقة في موجة جديدة من العنف بالغة الخطورة، قد تتحول إلى حرب مباشرة بين مصر وتركيا تضعف الطرفين، وتتوسع لتشمل دولا عربية أخرى في شمال إفريقيا، وتكون لها نتائج مدمرة على ليبيا تقود إلى عدم استقرارها لسنوات طويلة قادمة.

فيما علق الكاتب، جبريل العبيدي، بأن تدخل القاهرة في الأزمة الليبية كان بمثابة إعادة ضبط التوازن المفقود منذ التدخل التركي السافر لصالح ميليشيات الإخوان في طرابلس، تحت عباءة اتفاقية خالفت جميع القوانين والأعراف وخالفت كذلك اتفاق الصخيرات.

وتبقى الساعات القادمة هى الحاسمة إما بمواجهة عسكرية مريرة أو بحل يُطرح على الطاولة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى