تقارير

تقرير| هل يمر حكم باشاغا لليبيا عبر البوابة الصهيونية؟

خلال الزيارة المشبوهة التي قام بها الصهيوني اليهودي، برنارد ليفي إلى ليبيا خلال الأسبوع الماضي ونزل في مصراتة. لم يُرحب به داخل ليبيا سوى القليل من المتواطئين معه والذين هللوا لوجوده. وفي مقدمتهم وزير الداخلية المفوض، بحكومة السراج غير الشرعية، فتحي باشاغا والذي استغرب من الهجوم على الزيارة ووصفها بأنها زيارة شخصية، وأنها استغلت لتصفية حسابات سياسية على حد مزاعمه – رغم ما هو معروف لدور مشؤوم قام به الصهيوني اليهودي، برنارد ليفي، في هدم ليبيا عام 2011 وتحريض حلف الناتو وتحريض فرنسا على التدخل العسكري لإسقاط النظام الجماهيري.

برنارد ليفي، من ناحيته وبعد العاصفة الرافضة لوجوده في ليبيا وفي تقريره، الذي كتبه في صحيفة وول ستريت جورنال، بعد انتهاء زيارته، أثنى على فتحي باشاغا ودوه في ليبيا، واعتبره أفضل رجل أمن في البلاد. وأنه أحد القلائل الذين عبروا عن رغبتهم في رؤية الاتحاد الأوروبي وباريس، يقدمان ثقلا موازيا لروسيا وتركيا في ليبيا.

ووصف برنارد ليفي، السراج بأنه عميل تركي، وأن الخطأ الذي ارتكبه الغرب في ليبيا هو ترك المجال مفتوحا لتركيا وطموحاتها الإسلامية.

ويأتي دعم برنارد ليفي لباشاغا، واعتباره أفضل من السراج ليؤكد على الأهداف الحقيقية للزيارة، وهى تقوية جبهة فتحي باشاغا في ليبيا وتقوية أواصره بدعم فرنسي أوروبي، ليقف في وجه السراج واستغلال الخلافات بينهما. والضرب على وتر، أن فتحي باشاغا يريد تصفية حكم الميليشيات داخل حكومة السراج غير الشرعية، في حين يريد السراج استمرارها في صدارة الصورة والدليل معركة باشاغا الخاصة مع ميليشيات طرابلس. لكن الحقيقة غير ذلك، فـ”باشاغا” نفسه أكبر داعم للميليشيات منذ 2011 وهو الذي قاد ميليشيات فجر ليبيا 2014، والانقلاب على الحكومة الموجودة أنذاك. كما أن ميليشيات مصراتة تتبعه بشكل مباشر. فالميليشيات ليست حكرا على السراج، كما يزعم ليفي في دفاعه عنه. ولكن بعضها يتبعه وبعضها يتبع السراج وفق ما هو موجود على أرض الواقع. وباشاغا يريد إفساج المجال لنفسه وتقوية الجماعات المسلحة التي تتبعه فقط.

من جانبه أكد المحلل السياسي، عبد الحكيم معتوق، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أن وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا وجد أن الطريق الأقصر والأسهل لحكم ليبيا هو المرور عبر بوابة تل أبيب. ولذلك جاءت خطوة دعوة الصهيوني ليفي لزيارة ليبيا. بالضبط كما فعل فايز السراج من قبل، والذي تنازل عن كل شىء لأردوغان بسبب علاقته الوثيقة بالكيان الصهيوني.

تداعيات زيارة ليفي إلى ليبيا، ستظهر خلال الأسابيع القادمة، بتقوية جبهة باشاغا في صراعاته الداخلية، وفي مواجهة السراج بعدما أعطى الضوء الأخضر من فرنسا وليفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى