تقارير

الدور الأمريكي المتخبط في ليبيا.. واشنطن جذّرت للفوضى ودعمت الأتراك والإسلام السياسي

في الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس الأمريكي ترامب، أن قرار إرسال قوات أمريكية للخارج كان هو الخطأ الأعظم للإدارات الأمريكية السابقة. محاولا طوال فترة رئاسته الأولى التي قاربت على الانتهاء سحب القوات الأمريكية من الخارج. وتحجيم الدور الامريكي بهذا الشكل، فإن القوات الأمريكية هذه وقبل أكثر من 10 سنوات مضت كانت المبادرة في إسقاط النظام الجماهيري وإسقاط الدولة برمتها.

لييبا طوال الفترة الماضية، كان لها نصيب وافر من القرارات الأمريكية المتخبطة والسياسة الشيطانية.

وهو ما توقفت أمامه مجلة “بلومبرج” الأمريكية، والتي علقت على التخبط الأمريكى في ليبيا في تقرير لها، وقالت إن الأمور وصلت إلى منعطف خطير للغاية داخل ليبيا وعلى أبواب سرت. وأشارت أنه بفضل المواقف الغامضة ل”ترامب” فقد تأزم الوضع في ليبيا، وأصبح التأثير الأمريكي على طرفى النزاع في ليبيا محدودًا.

ولفتت إلى أن السلاح الموجود في يد ترامب تجاه ليبيا، ربما يكون سلاح العقوبات الاقتصادية، لكنه ضئيل وغير فعال بالمقارنة بالثروات النفطية الضخمة في ليبيا.

والحاصل أنه مع التخبط والغموض في الدور الأمريكي في ليبيا، على أكثر من صعيد، فقد كان واضحا للغاية وعلى الناحية الأخرى في الاتفاقات  بين ترامب وأردوغان، واللذان اتفقا في أكثر من لقاء ومكالمة هاتفية على “التعاون بشكل أوثق كحليفين من أجل إرساء استقرار دائم في ليبيا!

وهو ما لم ولن يحدث في ليبيا من جانبهما وفق مراقبون،بسبب استمرار التدخل التركي السافر في ليبيا، واستمرار تلاعب أردوغان مستفيدًا من الموقف الأوروبي المشتت نحوه. ويقينه تماما بأن واشنطن تستخدمه أو بالأحرى تستغل وجوده ليكون مخلب قط لها في مواجهة الوجود الروسي في ليبيا والمنطقة.

ويؤكد مراقبون، أنه وبترتيبات أمريكية وإسرائيلية، فإن الدور الأمريكي استطاع تأصيل الفوضى في ليبيا خلال السنوات الماضية وتعزيز وحود تيار الإسلام السايسي المتطرف، ممثلا في تنظيم الإخوان والاتراك وغيرهم.

وحمل الكاتب التونسي الحبيب الاسود، واشنطن مسؤولية التردي الواضح في ليبيا، فهى من تركت الباب مواربا ليدخل أردوغان إلى ليبيا سواء من خلال تعطيل اجتماعات مجلس الأمن أو من خلال تأجيل تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا خلفا لغسان سلامة.

كما عملت خلال الأشهر الماضية على اللعب بورقة التدخل الروسي، بالكثير من التضخيم والإشاعات والفبركة الإعلامية، والتي تعتبر أهم أدوات الجيل الخامس من الحروب، واستطاع أردوغان إقناع ترامب، بأن أفضل من يقاتل الروس في ليبيا هم المكتوون بنارهم في سوريا، ليحصل على ضوء أخضر بنقل آلاف المرتزقة من إدلب وريف حلب إلى طرابلس ومصراتة أمام أعين العالم. وتدفع ليبيا الثمن في النهاية بمؤامرة أمريكية رخيصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى