تقارير

في “الوطية ومصراتة ومعيتيقة والخُمس” قواعد عسكرية بحرية وجوية للمستعمر التركي

يواصل الاحتلال التركي لليبيا أفعاله الدنيئة في سلب قرار الليبيين، مستغلا وجود حكومة السراج غير الشرعية، التي باعت القرار الليبي لأردوغان. وتبدو القواعد العسكرية التي تقوم أنقرة بالاستقرار فيها في العديد من أرجاء الوطن. ورقة مستفزة لجموع الليبيين، وخصوصًا أن القائد الشهيد معمر القذافي، كان قد طرد كل قواعد الاستعمار البريطاني والأمريكي والإيطالي من ليبيا عام 1970، فكيف يقبل الليبيون مهما كان من تدهور الأوضاع عودة القواعد الاستعمارية للوطن مرة ثانية؟!

وخلال الفترة الأخيرة تفجر الحديث عما اذا كانت أنقرة بقيادة أردوغان، تريد تحويل “الخُمس” إلى قاعدة عسكرية جديدة لها ، بعدما برزت “الخمس” كساحةً للتحركات التركية، وجرت فيها تدريبات بحرية نظمتها وزارة الدفاع التركية خلال الفترة الأخيرة.

وبعدها أعلن الناطق باسم ميليشيات السراج، محمد قنونو، عن تدريبات عناصر البحرية الليبية في قاعدة “الخمس” البحرية تحت إشراف القوات البحرية التركية، ضمن اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين البلدين!

كما تم الكشف، عن وجود قوات بحرية تركية بأعداد كبيرة في قاعدة “الخمس”، بالإضافة إلى استقبال قاعدة “الخُمس” البحرية فرقاطتين تركيتين وطائرة عمودية قبل عدة أسابيع وهو ما أثار الجدل والتساؤلات بشكل واسع، عما اذا كانت تركيا تحول الخمس بالفعل إلى قاعدة بحرية لها؟!

 ويثير مخاوف سياسية واستراتيجية وأمنية، فمدينة “الخمس” الواقعة على المتوسط، وتقترب من مدن مصراتة وزليتن لها أهمية استراتيجية فائقة، وتضم قاعدة بحرية كما أن ميناء الخُمس، وحتى اللحظة معروف عنه أنه اكثر موانىء ليبيا جدلا، ومن خلاله تمر المخدرات والخمور والسلع المقلدة والمغشوشة داخل البلاد، كما انه شهد من قبل مصادرة شحنة أسلحة تركية كانت تضم آلاف البنادق للميليشيات.

وإذا كانت الخمس هكذا تتحول لقاعدة بحرية تركية جديدة، فقد سبقتها كل من قاعدة عقبة بن نافع “الوطية” وقاعدة مصراتة.

ولفت وليد الفارسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، في تصريحات سابقة لـ”اندبندنت عربية”، إلى الأهمية الاستراتيجية لقاعدتي “الوطية ومصراتة” في السيطرة على الساحل البحري للمتوسط، وبسط النفوذ فيما يخص النفط والغاز، وبعد العديد من اتفاقيات ترسيم الحدود بين اليونان ومصر واليونان وقبرص.

 أما قاعدة “الوطية” الجوية، فهى تمثل بوابة عبور في الجنوب الليبي باتجاه الدول الأفريقية من ناحية، وخلق آليات مراقبة على الحقول النفطية من ناحية أخرى.

وبالرغم من الجدل حول مدى قانونية إعطاء حكومة السراج غير الشرعية موافقات لتركيا للاستيلاء على هذه القواعد البحرية والجوية، والتمركز فيها وتوقع حدوث صدامات مع الأجسام التشريعية ومجلس نواب طبرق ونواب طرابلس في المستقبل.

إلا أن الخطوات فعليا تم اتخاذها على الأرض من جانب أردوغان.

ووفق بعض قيادات قوات الكرامة التي تحدثت لـ”سبوتنيك”،فإن تركيا أقامت قواعد عسكرية بالفعل في مصراته ومعيتيقة وأن الأمر ليس سرا، خاصة أنها باتت المسيطرة على كافة القواعد العسكرية في الغرب الليبي وعلى رأسها قاعدة مصراتة البحرية التي جهزتها لقواتها وقبل نحو شهرين كانت زيارة كل من وزير الدفاع التركي ووزير الدفاع القطري لليبيا في آن واحد إيذان بتدشين قاعدة مصراتة البحرية.

والخلاصة وفق مراقبون، أن انقرة عززت وجودها الاستعماري في ليبيا ولم تُكشف بعد تفاصيل التفاهمات والاتفاقيات التي وقعت بين أنقرة وحكومة السراج غير الشرعية. لكن المؤكد انه ستكون هناك وقفة للشعب الليبي مجددًا مع قواعد الاستعمار التركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى