تقارير

سرطان الثدي.. مؤشرات مرعبة في بلد يتصارع

مرض يحصد الأرواح.. والإخبار به يسدل الستار على خيالات من الألم والنقص والحزن.. إنه مرض السرطان..

ويصادف شهر أكتوبر، شهر التوعية بسرطان الثدي، وفي هذا الصدد أثبتت دراسات أن أكثر من 38.1 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويًا على مستوى العالم، و 000 458 حالة وفاة جراء الإصابة به.

وعلى الرغم من غياب الإحصائيات الدقيقة عن عدد الإصابات بالمرض في ليبيا خاصة خلال السنوات التسع الأخيرة التي تغيب فيها ليبيا عن كل دراسة أو علم يمكن أن يفضي إلى شفاء أو تطور أو نجاح، إلا أن نتائج دراسة أجريت في 2008 وتم الكشف عنها وإعلانها في 2017، يمكن أن يعطي بعض المؤشرات.

وأظهرت الدراسة التي أجريت بناء على سجلات مركز طرابلس الطبي أن الاورام لاكثر شيوعا هي سرطان الثدي ويمثل نسبة 12.1%، وكان سرطان الثدي بالنسبة للإناث يمثل 23.7%.

هذه الدراسة أجريت على المنطقة الغربية فقط، ولكن دراسة بحثية مماثلة عن حالات الاصابة بالسرطان خلال الفترة 2003-2005 أجريت في شرق ليبيا، وأظهرت أن نسبة الإصابة لدى الإناث بسرطان الثدي تمثل كانت نسبة 23.2%.

وأكدت أن التوزيع الاصلي للسرطان في الدراسة الحالية يشبه إلى حد كبير التوزيع ألاصلي للسرطان على المستوى الدولي، حيث أن أكثر أنواع السرطان شيوعا هي سرطان الثدي 12.1%.

وأجريت في عام 2012 دراسة حول الإصابة بالسرطان في شرق ليبيا، فرصدت هذه الدراسة بعض التغييرات الطفيفة، ولكنها توصلت إلى 16.1% من النساء مصابين بسرطان الثدي.

وبمقارنة بسيطة بين نتائج هذه الدراسة ودراسة أخرى أجريت في 2002، أثبت أن سرطان الثدي يمثل 41.5%، وبناءًا على ذلك قالت هذه الدراسة أن هناك شعور بأن ليبيا لديها أعلى معدل في شمال أفريقيا.

ولا يزال سرطان الثدي هو السرطان ألاكثر شيوعا لدى الإناث في كل من المناطق الغربية والشرقية من ليبيا، وذلك وفقا للدراسة.

في المقابل تشير أحدث إحصائية أممية إلى أن 6077 شخصًا ينضمون لطابور المرضى بالسرطان في ليبيا سنويًا، وإن نسبة المصابين بسرطان الثديتبلغ  بنسبة 11%.

وبينت دراسة أخرى أن تأخير التشخيص وتأثيرها على مرحلة المرض بين النساء المصابات بسرطان الثدي في ليبيا، مشيرة إلى أن تأخير التشخيص هو مشكلة خطيرة جدا في ليبيا، خاصة وأن تأخير التشخيص ارتبط مع تفاعلات معقدة بين عدة عوامل ومع مراحل متقدمة.

وأكدت الدراسة أن هناك حاجة لتحسين التوعية حول سرطان الثدي وتدريب الممارسين العامين للحد من وفيات سرطان الثدي من خلال تشجيع الكشف المبكر، كما ينبغي للمبادئ التوجيهية العلاج وإيلاء المزيد من الاهتمام إلى المراحل المبكرة من سرطان الثدي خاصة وأن المبادئ التوجيهية للممارسات الجيدة في إدارة كشف الأورام ضرورية.

وتعمل ليبيا على تنظيم العديد من ورش العمل والندوات والمؤتمرات التوعوية لهذا المرض، سعيا للحد من انتشاره، كما تزداد الدعوات لإجراء الإحصائيات والدراسات اللازمة لمعرفة مدى انتشاره، للتمكن من المشف المبكر عنه وبالتالي تسهيل عملية علاجه إن أمكن، ولكن بقاء ليبيا في أتون الصراع لا يساعد الأخصائيين والباحثين على أداء عملهم الذي بالكاد يتمكنون خلاله من الكشف عن الحالات المرضية الواردة إليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى