تقارير

أنقرة أجهضت استقالة السراج وتلعب على سيناريو جديد للبقاء وعدم الخروج (تفاصيل)

لم يتوقف سيل الأسئلة الساخنة على الساحة الليبية، منذ أن أعلن فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية، قبل عدة أسابيع وبالتحديد سبتمبر الماضي، أنه سيتقدم باستقالته إلى المجلس الرئاسي الجديد والحكومة الجديدة، وفق ما تردد بعد انتهاء الحوارات السياسية في تونس وقبل أن يعلن التراجع عن الاستقالة فيما بعد.

 كانت الأسئلة تتمحور:

هل فعلا سيخرج السراج من المشهد؟ وقد كان ولا يزال لاعبًا تركيا أساسيا على الأرض الليبية؟

وماذا عن مصير تركيا واتفاقياتها مع حكومة السراج، والتي بنت عليها كل استراتيجيتها في المتوسط الفترة الماضية؟

هل فعلا سيخرج مرتزقة أردوغان من ليبيا وتتطهر الأرض من هذا الرجس بعد وعد السراج؟!

ما يتضح حاليا أن ما قام به السراج كان “عملية سياسية دبرت بدهاء” للإفلات من الغضب المتصاعد أنذاك ضده، وهو يعلم تمام العلم أنه كان من المستحيل تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة جددية قبل نهاية أكتوبر الماضي 2020.

 في نفس الوقت، فإن العديد من التصريحات التي صدرت عن انقرة علاوة على زيارة السراج السرية إلى تركيا الفترة الماضية، تؤكد أن هناك سيناريو تركي مختلف لكل ما يتم التوافق عليه في ليبيا وهو يدور في فلك أردوغان أولا وأخيرا.

وكان قد تكشف هذا السيناريو، بعدما أبقى رئيس حكومة السراج غير الشرعية، فايز السراج، على الغموض بشأن زيارة غير معلنة يقوم بها بالفعل إلى تركيا منذ بضعة أيام، على إثر تراجعه عن استقالته وعلى خلفية اجتماعه مع رئيس المخابرات التركية.

والتزم السراج الصمت حيال تقارير ربطت بين إعلانه التراجع عن الاستقالة، واجتماع سرّي عقده مع رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان.

وتعمُّد السراج، تجاهل ذكر مقر إقامته الحالي في كل البيانات الصحافية الصادرة عن مكتبه بخصوص نشاطاته الرسمية على مدى اليومين الماضيين.

في نفيس السياق، كان السراج قد أعلن رسميا تراجعه عن استقالته التي كانت مقررة في نهاية شهر أكتوبر الماضي، وقرر كما قال التخلي عن استقالته، استجابة لدعوات محلية ودولية وتجنبا لحدوث فراغ سياسي، دون أن يحدد موعد الخروج الجديد!

 وذلك بعدما دعاه خالد المشري، رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة، وبعد اتصالات تركية وزيارة لقطر إلى تراجعه عن تقديم استقالته ومواصلة آداء مهامه المخربة في ليبيا.

وبما يكشف عن أن سيناريو بقاء السراج قد تم “طبخه” في تركيا وتمت حياكته بدقة للفترة المقبلة، كان قد أعلن إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية وفور إعلان السراج نيته تقديم استقالته سبتمبر الماضي، أن قرار الاستقالة كان رد فعل وبسبب بعض الأحداث في ليبيا، وقد يكون هناك شكلا مغاير للمجلس الرئاسي ويتولى السراج دورا مغايرا وفق نص تصريحاته.

 وعلى هذا الطريق وبما يفضح نوايا أنقرة، زعم وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أن تركيا تسعى لتأكيد وقف إطلاق النار من أجل ليبيا مستقلة وذات سيادة تحفظ سلامة أراضيها.

واضاف أكار، في كلمته خلال حفل افتتاح جامعة الدفاع التركية، إن حكومة السراج غير الشرعية، لن تستسلم للانقلاب في ليبيا، وستقاوم الاضطهاد!!

وشدد آكار، إن تركيا وليبيا يجمعهما تاريخ يبلغ 500 عام، مُتابعًا أن بلاده تتعامل مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج، ومن هذا المنطلق يتفاوضون ويعقدون الاتفاقيات معها!

واشار آكار، إلى مخاطبة السراج عدة دول مثل أمريكا وإنجلترا وإيطاليا والجزائر وتركيا وحلف “الناتو”، للمساعدة في مواجهة من وصفهم بـ”الانقلابيين”، لكن تركيا فقط هى من استجابت.

والواضح أن تركيا لا تريد الخروج من ليبيا، وكذلك لن يخرج السراج قريبا، بعدما أكدت وزارة الدفاع التركية، مؤخرا مواصلتها تقديم التدريب العسكري والمساعدات والدعم الاستشاري لليبيا وفقًا للاتفاقيات الثنائية الموقعة مع حكومة السراج وبدعوة منها.

والخلاصة.. أنقرة التفت بالفعل على استقالة السراج وأجهضتها وتلعب على سيناريو جديد يبقي السراج ويفشل كل المسارات القائمة خلال الفترة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى