محلي

عبد الله عثمان لـ “الحكومة الانتقالية”: لماذا قبلتم هذه المهمة

عثمان: ما الذي يجعل أشخاصا يسعون إلى السلطة في هذا التوقيت

تساءل عضو ملتقى الحوار، عبد الله عثمان، عن “ماذا يجعل أشخاص يسعون إلى تبوأ مهمة تشكيل سلطة انتقالية في هذا التوقيت، مشيرا إلى أنه على ضوء تجربة الماضي يخالجه شعور بالشك في هذه النخبة لتقلد المسؤولية في هذا الوقت.

وأشار عثمان، في كلمته خلال الجلسة، إلى أنه يخالجه شعور بالتهنئة، وشعور بالشفقة على هذه السلطة التي يراد منها الكثير في هذه الأشهر العشرة، وتأسيسا على ذلك وجه إلى السلطة الجديدة 7 ملاحظات، عوضا عن الأسئلة، متمنيا أن يتم الانتباه إليها.

وقال عضو ملتقى الحوار: “الملاحظة الأولى سؤال الشرعية، ستسألوا اعتبارا من الغد عن شرعية قيام ملتقى مكون من 75 شخصا كونتهم الأمم المتحدة ليكلفوا سلطة تنفيذية لليبيا، بالتالي تحتاجوا إلى إجابات على هذا السؤال لليبيين وليس للملتقى ولا للشرعية الدولية ولا للنخب.

وتابع: “السؤال الثاني، أعتقد أن تجربة الـ 10 سنوات خلفت مسافة بين النخب الليبية وأي سلطة، لذلك أي سلطة هي في الواقع مجرمة قبل أن تباشر يومها الأول، وتحتاج هذه السلطة إلى أن تفكر في كيفية خلق علاقة سوية وإعادة التواصل مع الشعب الليبي، لأن الشعب راكم صورة سلبية عن كل النخب ذات العلاقة بالسلطة”

وأكمل: “الملاحظة الثالثة عن مفهوم المصالحة الوطنية، 10 سنوات ونحن نسمع عن مفهوم المصالحة الوطنية، وكل من يطرح هذا المفهوم لديه فهم مختلف تماما لمفهوم المصالحة، تحتاج هذه السلطة إلى أن تشكل مضمون لمفهوم المصالحة الوطنية وخطة يمكن أن تبدأ بها في هذه المرحلة الانتقالية”

وواصل: “الملحوظة الرابعة، تحتاج هذه السلطة إلى أن تعرف ما الذي حدث في ليبيا حتى تستطيع التعامل مع شرائح المجتمع الليبي، وأن تعرف بشكل دقيق سردية كل طرف التي يبني عليها شرعيته، لأنها ستصطدم بكثير من الشرعيات في الشارع الليبي، الشرعيات المسلحة والشرعيات السياسية والأجسام القائمة والأجسام التي تعتقد أن لديها شرعية، فتحتاج هذه السلطة إلى أن تشكل فهم دقيق لهذا الواقع الذي ستتعامل معه”

وزاد عثمان: “الملاحظة الخامسة، تحتاج هذه السلطة لفهم عام لهوية الاقتصاد الليبي، لأن كثير من الصراعات التي نراها اليوم أسبابها هوية الاقتصاد الليبي لأنه اقتصاد ريعي تتنازع فيه الإيرادات المختلفة على ثروة كنز، لذلك تحتاج هذه السلطة إلى أن تعي طبيعة الصراع بين كل مكونات المجتمع الليبي حتى لا يتكرر هذا الصراع”

وأضاف: “النقطة السادسة، تحتاج هذه السلطة إلى معرفة طبيعة العلاقات الدولية، الواقع الليبي متداخل بين الداخل والخارج، وهذا الخارج موجود في كل ربوع ليبيا بأشكال مختلفة وبشرعيات مختلفة، فتحتاج هذه السلطة خلال الـ 10 أشهر أن تُكَوّن فهم، لأن أحد مطالب الليبيين هي خروج المرتزقة والوجود الأجنبي والاتفاقيات وغيرها من المسائل التي قد تعيق عمل هذه السلطة”

واستطرد قائلا: “النقطة الأخيرة، كل السلطات التي مرت خلال 10 سنوات في الحالة الليبية وصلت إلى حالة إغراء الشرعية الدولية، لذلك إذا كانت هذه السلطة تستند إلى الشرعية الدولية فقد تفكر في أن تغييرها يحتاج إلى شرعية دولية، ولذلك إذا كنا سنذهب إلى الانتخابات، فالانتخابات في الحالة الليبية ليست محطة لاستبدال الشرعية، تحتاج إلى نوع من التهيئة والإعداد لأننا في واقع حرب أهلية عمليا، فتحتاج هذه السلطة أن تكون محطة استبدال شرعية السلاح أو اتجاه السلاح ومن يملك السلاح”

وقال عضو ملتقى الحوار: “نحتاج خلال هذه الأشهر إلى عمل كثيف جدا حتى تصبح الانتخابات محطة من محطات الديمقراطية وليست محطة من محطات استبدال الشرعية التي تفضي إلى حرب، كما حدث في الحالة الليبية”

وأردف قائلا: “من ضمن المظاهر انتشار السلاح، فلا ينبغي أن يعتقد أحد واهما أنه سيجري انتخابات والسلاح خارج سيطرة الدولة، هذا السلاح خارج سيطرة الدولة يستند إلى شرعيات مختلفة، تحتاج هذه السلطة أن تضع طريقة لكيفية ترتيب وضع السلاح حتى لا يؤثر سلبا على مخرجات الانتخابات”

واختتم عثمان كلمته بالقول: “في الختام لا أريد أن أهنئكم، لكن أريد أن أقول لكم كان الله في عونكم، لماذا قبلتم هذه المهمة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى