تقاريرمحلي

نبوءة سيف الإسلام القذافي.. وقفة جديدة مع الخطاب الأسطوري في بواكير النكبة 20 فبراير 2011 هذا ما جرى بالضبط

يولد الزعماء الحقيقيون في الأحداث.. بينما تطوي الأحداث الخونة والمرتزقة والجواسيس والمأجورين.
وفي ذكرى مرور 10 سنوات على نكبة فبراير 2011، يستعيد ملايين الليبيين، وقائع ولحظات الخطاب الأسطوري الذي ألقاه د. سيف الإسلام القذافي، لجموع الشعب الليبي وسط الفتنة وتآمر الخونة والجرذان على لييبا وفي عز “معمعة الأحداث”. حيث تنبأ بكل ما يمر بليبيا من أهوال ومصاعب.
إنه سيف الإسلام القذافي، نجل القائد الشهيد معمر القذافي، الذي دخل مئات الآلاف على خطابه التاريخي على موقع “يوتيوب” ووسائل التواصل الاجتماعي، يسمعونه مرة بعد أخرى، ويعلقون: ليتنا سمعنا كلامه.. كل ما قاله سيف الإسلام كان صحيحا 100%. هذا غير ملايين الليبيين الذين يتحسرون اليوم، على أيام النظام الجماهيري، حيث كانت ليبيا دولة حقيقية، وكان أهلها يعيشون في ثراء وأمن واستقرار، بل إن ملايين العمالة العربية والآسيوية والأجنبية نزلت ليبيا للاستفادة من خيراتها.
لم يكن خطاب تهديد ووعيد، مثلما صورت العديد من وسائل الإعلام الشيطانية، المدعومة من أجهزة استخبارات عربية وغربية، الخطاب وقتذاك، وقالت إنه يهدد الليبيين حتى لا يستمرون في فوضاهم والاضطرابات المسلحة التي عمت كل أرجاء ليبيا.
أثبتت الأيام، أن سيف الاسلام القذافي كان ولا يزال زعيما ليبيًا ونجل زعيم ليبي وقائد أسطوري، هو معمر القذافي، وحد ليبيا وسلك بها طريق الآفاق.
وتُبرز الكثير من فقرات الخطاب الذي ألقاه د. سيف الاسلام القذافي، كم كان صادقًا وواعيًا بخطورة ما تمر به ليبيا وكيف كان يرى المستقبل، ويعرف بالضبط أطماع الغزاة والاستعمار في ليبيا.
والخطاب موجود ومسجل، وبثته كل وسائل الإعلام العالمية ومحفوظ في قلوب الليبيين، لمن لم يسمعه من قبل، ليتأكد من صدق كل كلمة قالها د. سيف الإسلام وعبرت عن المصاعب والنكبة والفوضى التي يمر بها الوطن وعلى مدى السنوات الماضية.
ففى ذكرى النكبة، وفي مثل هذه الأيام العصيبة وضع د. سيف الإسلام القذافي النقاط على الحروف مثلما قال في خطابه:-
بعدما تحولت أحداث 17 فبراير في بنغازي، الى فتنة كبرى وحركة انفصالية؛ وتهديد ليس فقط للحمة الوطنية، بل للوحدة الوطنية لليبيا كأمة وكدولة.
وحيث طرح د. سيف الإسلام القذافي، مبادرة تاريخية وطنية انذاك، قبل 10 سنوات، بالدعوة إلى انعقاد مؤتمر الشعب العام، وبأجندة واضحة، وإقرار مجموعة من القوانين التي هي أصلا متفق على صدورها: قانون الصحافة، ومجتمع مدني، قانون عقوبات جديد، قوانين حضارية، وقوانين جديدة تتماشى مع العالم و تفتح آفاق الحرية، مبادرة تاريخية وطنية، كما قال نصا في خطابه، تشمل بدء نقاش وحوار وطني على دستور ليبيا، وهو أيضا شيء متفق عليه، وحتى القائد في آخر لقاءاته مع الصحافيين في طرابلس، قال إن لا بد في مؤتمر الشعب العام القادم أن يبدأ الليبيون في وضع الدستور، نحن الليبيين نضع الدستور، وتشكل لجنة لوضع دستور للبلاد.
مبادرة تاريخية وطنية، تشمل أيضا الاستمرار في عملية التنمية ودفعها إلى الأمام والاستمرار، في صرف الـ200 مليار المخصصة في المشاريع التي يتم تنفيذها في كل ليبيا بطولها وعرضها والإجراءات العاجلة التي اتخذتها اللجنة الشعبية العامة، ومنها زيادة المرتبات وعلاوات للعاطلين وأيضا التوسع في منح القروض للشباب وإجراءات البيع بالتقسيط وغيرها من الإجراءات.
وواصل د. سيف الاسلام القذافي، إذا اتفقنا على هذه المبادرة التاريخية الوطنية، نكون قد حقنا الدماء وعملنا أكبر إنجاز وتحول تاريخي وتحولنا من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية.
وحذر د. سيف الإسلام القذافي، من مغبة تضخيم الوضع في ليبيا وقال، عدد القتلى عندما وصل «14» في البيضاء، و«84» في بنغازي كمجموع، نرى وسائل الإعلام في الوقت نفسه تكبّر العدد وكثيرا من الأشخاص يزيدونه!
وقال د. سيف الاسلام، هناك حملة منظمة لنشر هذه الإشاعات، ولكن نقول أيضا إن هناك أخطاء من الطرفين؛ أخطاء الشرطة، وخصوصا الجيش غير مجهز وغير معد لمواجهة أناس غاضبين، وجماهير زاحفة على مقراته، وهو يريد أن يدافع عن مقاره وعن ذخيرته وأسلحته، وأيضا الناس من حقهم لأنهم غاضبون وحزينون لأن هناك موتى، وهناك كذا. فكل طرف عنده روايته، وكل طرف يتهم الآخر.
وواصل د. سيف الاسلام القذافي، لكن لا بد أن نكون واضحين مع أنفسنا، فهذه الأحداث الموجودة الآن في المنطقة الشرقية التي يحاولون نقلها إلى بقية المناطق في ليبيا، وراءها يا إخوان ثلاث مجموعات:
* المجموعة الأولى – وهذا أكون معكم فيه بكل صراحة، وكل الناس تعرف أنها ليست سرا – هي مجموعة منظمة، مجموعات حزبية ونقابية ومحامون، وهؤلاء ليس لديهم برنامج سياسي واضح؛ ولا مطالب سياسية واضحة، وهؤلاء ليسوا مشكلة، هؤلاء متفهمون آراءهم ومتفقون معهم.
* هناك مجموعة ثانية هي مثلما حصل في البيضاء، هذا كان تنظيما إسلاميا، أو ما يسمى بـ«الجماعات الإسلامية»، والإسلام منهم براء، وللأسف استفاد كثير حتى من الناس الذين تم إطلاق سراحهم في إطار العفو، فكانت هناك تنظيمات في مدينة البيضاء وأصبحت عسكرية، وأول ما هاجموا معسكرات الجيش، قتلوا الجنود والضباط وعملوا مجازر، احتلوا المعسكرات بشكل مفاجئ وسيطروا على الأسلحة.
وهناك المجموعة الثالثة التي كانت موجودة، وهي العدد الأكبر الذين هم الأطفال وبعض الناس أيضا، وهذا شيء معروف كانوا يتناولون المخدرات وحبوب الهلوسة، وتم أيضا استعمالهم. وهناك ايضا مجموعات تريد أن تحكم، وتريد أن تكون دولة في شرق ليبيا، وهذا برنامجها وليس خفيا.
وهناك فئة أخرى، مستفيدة من هذا العمل وهي ما تسمى بـ”فئة البلطجية”، وهؤلاء أناس مجرمون خرجوا من السجون.. دمروا السجون مثل سجن بنغازي، وأصبحوا يعيثون فسادا بالمدينة وتابع، هؤلاء في صالحهم انهيار الدولة وانهيار القانون حتى يعيشوا أحرارا طلقاء، وخصوصا أنهم في غياب الدولة والشرطة والأمن والقانون يستطيعون أن يعيثوا فسادا ويعملوا ما يشاءون.
وهناك إخوتنا العرب الذين هم مرتاحون ويشربون القهوة والشاي ويضحكون علينا ويشمتون بنا، نحن الليبيين نحرق في بلادنا وندمرها.
إذن القصة في غاية الخطورة..
وواصل د. سيف الإسلام القذافي في خطابه والذي لا يحتاج الى تفسير أو توضيح.. وهنا نرجو منكم الانتباه:-
ليبيا ليست تونس ومصر، ولا يأخذ الشباب الحماس ويقول نريد التقليد. في ليبيا الوضع مختلف.. ليبيا إذا صار فيها أي انفصال وتفكك ستتحول إلى مجموعة دول، لأن هي أصلا مبنية على ثلاث ولايات وعدة إمارات أيضا. اذ كانت إمارة برقة وولاية طرابلس وفزان، فالانفصال في ليبيا عنده جذوره، فيمكن أن ترجع الأمور كما كانت عليه منذ أكثر من 60 سنة أو 70 سنة.
الشيء الثاني، أن ليبيا ليست تونس ومصر، فليبيا قبائل وعشائر وتحالفات، ليبيا ليس فيها مجتمع مدني وأحزاب.. لا، ليبيا قبائل وعشائر، وكل واحد يعرف منطقته، وكل واحد يعرف أهله، كل واحد عارف ناسه، ليبيا تصبح بها حرب أهلية، نرجع للحرب الأهلية في 1936، سنقتل بعضنا في الشوارع.- وهو ما حدث بالضبط-
ليبيا ليست تونس ومصر، ليبيا يوجد فيها بترول وهو الذي وحّد ليبيا، وكانت الشركات الأميركية في التاريخ الليبي هي أحد من لعب دورا كبيرا في توحيد ليبيا.
نحن عندنا مصدر واحد نعيش منه كلنا وهو النفط، وهذا موجود في وسط ليبيا، ليس في الشرق أو الغرب، في الوسط والجنوب.
عندما يحدث انفصال من الذي سيؤكلنا؟ من الذي سيسيطر على آبار البترول؟ من الذي عنده القدرة الليبية يدير البترول في ليبيا.. من؟ يعني مؤسسة النفط الليبية، أو شركة النفط الليبية، أين تكون؟ في طرابلس أو في بنغازي أو في البيضاء أو في سبها؟ كيف سنتقاسم البترول؟!
وهذا هو الموجود الان، وكما يقول الخبراء، وعلى مدى السنوات الماضية بالضبط، حتى اليوم ينادي الليبيون بتوحيد المؤسسات التي انفرط عقدها.
من سيصرف على أولادنا، على أكلنا، على شربنا، على مستشفياتنا، على مدارسنا؟!
هل تتوقعون أن الليبيين إذا صار التقسيم وصارت حرب أهلية وفتنة، وهي والله فتنة، سنتفق خلاص، خلال أسبوع، شهر، سنتين، ثلاث سنوات، على البترول، وكيفية التقاسم؟!
ستكونون غلطانين، فهذا البترول سيتم حرقه، سيحرقه البلطجية والمجرمون والعصابات والقبائل، وستتم صراعات دموية كبيرة عليه – وهذا ما حدث بالضبط ويراه ملايين الليبيين بأعينهم على مدار 10 سنوات بالضبط.
يا إخوان – والكلام نصا للدكتور سيف الاسلام القذافي- الذي يمكن أن يحصل في ليبيا شيء خطير جدا، أكبر حتى من الوحدة الوطنية والشعارات.. أمة ليبيا وأمتنا ووطننا. نحن يمكن أن نرجع إلى أيام الفقر والشر، سينهار التعليم والصحة، أولادكم غدا لن يذهبوا للمدارس، لن تكون هناك جامعات، ولن نجد دقيقا نأكل به.
وهو بالضبط ما حدث، أين التعليم؟ وأين المدارس؟ والجامعات وأين الدقيق وأين الكهرباء؟
ولن تجدوا الأموال في البنوك، فمدخراتنا ستضيع وستتم سرقتها ونهبها مثلما تم في بنغازي والبيضاء.
سيتم حرق وتدمير كل شيء في ليبيا، وسنحتاج إلى 40 سنة أخرى، حتى نتفق على إدارة هذه البلاد، لأن نحن الآن كل واحد منا سينصب نفسه رئيسا، وسينصب نفسه أميرا، وكل واحد سيجعل من منطقته دولة.
نحن لسنا تونس ومصر، ولهذا نحن اليوم أمام اختبار عسير وتاريخي. وواصل د. سيف الاسلام القذافي، نبؤته، إذن ستصبح حربا أهلية، لا أحد سيسلم لأحد، ونتقاتل.. أربعين سنة، ليبيا هذه لا صحة لا تعليم لا بنية تحتية لا مستقبل.. ولا حتى أكل.
بالإضافة إلى أنكم الآن، عندكم شركات في ليبيا تنفذ في مشاريع بـ«200» مليار، هذه انتهت وذهبت، الآن كل الناس أخلوا أرواحهم، ولن تجدوا أحدا يأتي لليبيا ويعاود البناء في ليبيا. عندك 550 ألف وحدة سكنية مقرر أن يُسلموها إلى ناسك، هذه لن تنتهي، هذه سوف تدمر، الشركات ستدمر. المستشفيات.. لن تجدوا من غد مستشفى يشتغل، تذكروا كلامي هذا جيدا.
ولهذا نحن اليوم أمام مفترق طرق، وأمام قرار تاريخي كلنا كليبيين: إما أن نتفق اليوم ونقول نحن يا ليبيين هذه بلادنا، نحن نريد الإصلاح، نريد مزيدا من الحرية، نريد مزيدا من الديمقراطية، نريد إصلاحا حقيقيا، نريد كذا كذا كذا، وهو أصلا كان متفقا عليه، وكان يُفترض أن يتم في جلسة مؤتمر الشعب العام القادمة.
وواصل تفاصيل نبوءته، ستسيل دماء، أنهار من الدماء في كل مدن ليبيا، وأنتم ستهاجرون من ليبيا لأن البترول في هذه البلاد سيتوقف، والشركات الأجنبية غدا ستغادر ليبيا، والأجانب سيغادرون ليبيا، وشركات النفط ستغادر ليبيا، ومؤسسة النفط ستتوقف.
من بكرة لن يكون هناك بترول، ولن يكون هناك مال، ولن نجد خبزا، وهذا ما يعيشه ملايين الليبيين اليوم في بؤس شديد.
ويرى مراقبون أن خطاب د. سيف الإسلام القذافي، وثيقة وطنية كبرى ضد محاولات تزييف وعي الأمة الليبية. وهو باق يخلد رؤية وطنية للاصلاح، ولليبيا الغد بعيدا عن شرذمة الخونة والجواسيس ورجال الميليشيات.
وقد قيل في بواكير النكبة، ليحذر من تداعياتها وقبل أن يدفع الوطن كله الثمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى