تقاريرمحلي

“فجر ليبيا”… شهادة على وحشية “الإخوان” 

“فجر ليبيا”… شهادة على وحشية “الإخوان”

انطقلت ما عرفت بـ “عمليّة فجر ليبيا” يوم الأحد الـ 13 من يوليو 2014، وقد بدأت العمليّة بمهاجمة مطار طرابلس الدّولي عبر محورين رئيسيين :

-المحور الشّرقي: وتقدّم منه المطلوب دوليا صلاح بادي، في إطار عمليته التي أطلق عليها إسم “قسورة” على رأس ميليشيات من “درع الوسطى” الذّراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

-المحور الشّمالي : وتقدم منه عبد الغني الككلي المشهور بـ”غنيوة” المتورّط في الكثير من أعمال التعذيب و الخطف والاعتقال، وقوات تابعة لما يعرف بغرفة “عمليات ثوار ليبيا” التي يقودها عضو تنظيم القاعدة شعبان هدية الملقب بـ«أبي عبيدة الزاوي» وبإسناد من “القوة الوطنية المتحركة” و “كتيبة فرسان جنزور” و “درع الغربية”.

تواصلت المعارك طيلة 47 يومًا من القصف العشوائي من ميليشيات فجر ليبيا على كتائب الزّنتان و القبائل المتحالفة معها، ومع تواصل تدفق السلاح على ميليشيات مصراته و حلفائهم من الإسلاميين حيث تتمتّع المدينة بميناء بحري يمكن أن يدخل منه السّلاح و الدّعم المالي و حتّى البشري حتّى تمكنت الميليشيات المدعومة بالقصف الصاروخي و قوّة العتاد الحربي من دخول المطار ،بعد إنسحاب ميليشيات الزنتان منه.

وجاءت السيطرة على مطار طرابلس الدّولي بعد السيطرة على معسكر النقلية الإستراتيجي والقريب من مطار العاصمة حيث كانت تتمركز فيه غرفة عمليات الصواعق والقعقاع وحلفائها من بقية القبائل الليبية.

جاءت هذه العمليّة “فجر ليبيا” بعد حلّ المؤتمر العام الذي يسيطر عليه الإسلاميون، وخسارتهم لانتخابات مجلس النواب، المؤتمر العام بما كان يوفّره من غطاء “شرعي” لتمدّد الإسلاميين في مفاصل الدّولة الليبية واستنزاف ثرواتها و تأبيد حالة الفوضى التي تمرّ بها البلاد لما تمثّله من مناخ ملائم للفساد و سلطة الميليشيات و نهب الثّروات و غياب سلطة رادعة قويّة تمارس الرقابة و تفرض سلطة القانون .

كما عكست خسارة الإخوان لانتخابات البرلمان الليبي حجم الرّفض الشّعبي لنتائج قرابة العامين من الفشل الذّريع الذي رسمه الإخوان عبر المؤتمر العام و الذي رغم إنتهاء مدّته القانونيّة و ما رافقها من إحتجاجات شعبيّة ضدّه ،فقد نجح الإخوان في التّمديد لأعمال المؤتمر الذي تمكّن داخله الإسلاميون من فرض سيطرتهم المطلقة من خلال قانون العزل السياسي الذي فُرض بقوّة السّلاح أوّلا و إستمالة الأعضاء المستقلين ثانيًا حتّى تحوّل الإسلاميون داخل المؤتمر من كتلة صغيرة الى تيّار مسيطر داخله.

كان الهدف السياسي لهذه العمليّة هو إلغاء البرلمان المنتخب الجديد و إعادة نشاط المؤتمر العام المنحل،فالإسلاميون كانوا يعرفون أنّهم يخوضون معركة “وجوديّة” في ظل هزيمتهم السياسيّة و الشّعبيّة السّاحقة في إنتخابات البرلمان فلم يبقى لهم غير تعديل الكفّة بلغة الرّصاص و مهما كان حجم الخسائر أو عدد الضحايا، وأدت المعارك الى تدمير المطار بشكل شبه كامل جرّاء القصف العشوائي و تشريد عشرات العائلات التي تقيم في محيطه و مئات العائلات الأخرى من وسط طرابلس.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى