تقاريرمحلي

أزمة الكهرباء في ليبيا تسير في طريق العراق.. فساد يلد فشل وجحيم يعيشه المواطن

في الوقت الذي اصبحت فيه مشكلة الكهرباء في ليبيا، فضيحة ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية، وتسمى بالمشكلة الأكبر بعد نكبة 2011، فإن مسؤولو شركة الكهرباء وربما بتوجيهات حكومية، دأبوا على نشر العديد من الأخبار المتلاحقة عن عودة محطات كهربائية ضخمة للعمل والبدء في صيانة أخرى، وهكذا من أخبار يشير ظاهرها أنها “سارة” وأن أزمة الكهرباء المفجعة في ليبيا الغنية، قاربت على الانتهاء، لكنها في باطنها ليست سوى “أكاذيب مرسلة”. 

فـ طرح الأحمال في المنطقتين الشرقية والغربية، يصل إلى أكثر من 12 ساعة في اليوم، وإلى درجة دفعت أعضاء مجلس النواب خلال جلستهم أمس، للمطالبة باستدعاء مسؤولي الكهرباء للمجلس ومحاسبتهم على الإهمال الجسيم وتزايد عدد ساعات طرح الأحمال. فالأخبار التي تبثها شركة الكهرباء عبر جناحيها في الشرق والغرب، ليست اكثر من “أكاذيب” لطمأنة ملايين الليبيين، على عكس الحال التي يعيشونها بالفعل مع الكهرباء. 

وفي الوقت الذي نشرت فيه شركة الكهرباء، خلال الساعات الماضية، جانبا عن أعمال الصيانة الطارئة على أجزاء الوحدة الغازية الخامسة بمحطة كهرباء الزاوية المزدوجة بقدرة مركبة 200 ميجاوات، وكشفت كذلك، تواصل أعمال العمرة الجسيمة للوحدة الغازية الرابعة، بمحطة كهرباء الزاوية للدورة المزدوجة وقالت انه من المتوقع الدخول بها على الشبكة، خلال الأسبوعين القادمين بقدرة مركبة 220 ميجاوات.

  

كما أكدت الكهرباء، دخول الوحدة البخارية الثالثة بمحطة شمال بنغازى للدورة المزدوجة على مولد بخار الوحدة الغازية السادسة على الشبكة الكهربائية العامة، بعد الانتهاء من اعمال الصيانة الأزمة، بقدرة مركبة 100 ميجاوات، الأمر الذى سيساهم فى تقليل العجز وساعات طرح الأحمال. وأمس أعلنت شركة الكهرباء، دخول الوحدة الغازية الأولى بمحطة الرويس لأول مرة على الشبكة الكهربائية العامة بعد الانتهاء من أعمال العمرة الجسيمة بقدرة مركبة 160 ميجاوات، إلا أن الناتج لكل هذا “صفر” وهو ما يعيشه الليبيون.

ووفق تحذيرات عبر تقرير دولي، نشره موقع المونيتور قبل عدة ايام، فإن أزمة الكهرباء في ليبيا عمرها نحو 10 سنوات، واستفحلت تمامًا منذ 5 سنوات، تسير على خطى العراق، وصارت أحد أبرز مظاهر الفشل والأزمة وانعدام القدرة على الحل في ليبيا، علاوة  على أنها علامة على الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الليبي بعد نكبة 2011. ووفق التقرير، فإن وضع الكهرباء في ليبيا يتطور للأسوأ، والأدهى أن الموجود في ليبيا يؤكد تمامًا أن مأساة العراق فيما يخص الكهرباء يمكن أن تتكرر فيها، فأزمة الكهرباء في العراق الغني بالنفط قائمة منذ العام 2015، وثبت أن الحكومات العراقية المتعاقبة هناك، أنفقت ما يزيد على الـ80 مليار دولار، على القطاع دون تحقيق أي نتائج وساعات الإظلام تمتد لنحو 12 ساعة يوميًا في العاصمة بغداد وكافة المدن العراقية، كما أن هناك تخريب متعمد للشبكة، وهو ما يحدث بالضبط في ليبيا..

ووفق أخر تقديرات رقابية، فإنه تم صرف ما يزيد على 5 مليارات دولار خلال الثلاث سنوات الأخيرة على قطاع الكهرباء، دون أي تطور أو تغيير حدث، وكلها ذهبت في بالوعة الفساد!

 كما أن هناك سرقات ل”مهمات ومعدات الشبكة” وقطع لأسلاكها لمسافة كيلومترات، وهو وضع محبط يكاد يكون مشابه تماما لما يحدث بالعراق.

والخلاصة.. أزمة الكهرباء في ليبيا محاطة بالفشل والفساد، وأي وعود للصيانة أو دخول محطات على الشبكة العامة، مجرد أكاذيب، لا قيمة لها لأنه لا يشعر بها المواطن الليبي ويعيش الصيف الساخن كله في الحر والظلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى