محلي

المرصد الأورومتوسطي يكشف معاناة مئات المهاجرين المغاربة

المرصد الأورومتوسطي يكشف معاناة مئات المهاجرين المغاربة

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان احتجاز السلطات الليبية لمئات المهاجرين المغاربة منذ أشهر ودون أسباب قانونية، وفي ظروف احتجاز غير إنسانية.

وأشار المرصد في تقرير نشره على موقعه مؤخرا، إلى علمه بتوزع المهاجرين المغاربة في عدة مراكز احتجاز غرب ليبيا، لافتا إلى ظروفهم الصحية الصعبة، وخاصة بعد إصابة عدد كبير من المحتجزين في مركز الدرج بفيروس كورونا.

ونوه المرصد الأورومتوسطي، إلى “تجاهل إدارة السجون ومراكز الاحتجاز توفير الرعاية الصحية للمهاجرين المحتجزين، وخاصة من يعانون من فيروس كورونا، ولا توفّر سوى كميات محدودة جدًا وغير كافية من الطعام، كما لا تتوفر مياه نظيفة للشرب، ويعيش المحتجزون ضمن بيئة غير صحية، ما ساعد على تفشي الأمراض المعدية بينهم على نحو واسع”.

وذكر المرصد أنه حصل على شهادات من 80 عائلة من عوائل المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا، من بينها إفادة “العويني محمد”، وهو والد المحتجز مصطفى، الذي أوضح ان ابنه احتجز في إبريل 2021، وتواصل معهم وأبلغهم أنّه “محتجز في مركز الدرج مع عدد كبير من المهاجرين المغاربة، ووصف ظروف الاحتجاز أنّها صعبة للغاية من حيث انعدام الطعام والماء والنظافة، وكذلك تفشي فيروس كورونا بين المحتجزين”، مؤكدا أن ابنه لم يخضع للمحاكمة أو أي إجراءات قانونية.

ونوه إلى ورود معلومات تفيد بأن “السلطات الليبية تنوي ترحيلهم لكنّها تنتظر تحركًا حقيقيًا من وزارة الخارجية المغربية لنقل المحتجزين من ليبيا إلى المغرب، وهو ما لم نلمسه واقعًا حتى الآن”، على الرغم من تنظيمهم وقفات احتجاجية أمام الخارجية المغربية للمطالبة بالتدخل للإفراج عنهم

وأكد المرصد علمه بأن معظم المهاجرين يقصدون ليبيا برا لبدء “رحلة الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط نحو السواحل الإيطالية، بتنسيق ومساعدة من مهربين داخل الأراضي الليبية”.

وأوضح تقرير المرصد أن المهاجرين المغاربة يحتجزون على يد حرس الحدود الليبي، أو عن طريق خفر السواحل في عرض البحر، ومن ثم ينقلون إلى مراكز الهجرة.

وأشار المرصد إلى أنه لم يتلق أي ردود من الجهات الرسمية الليبية بشأن أوضاع المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا.

وأشار التقرير أيضا إلى أن مصدر في الخارجية المغربية صرح في 6 سبتمبر بأنّ “المصالح المغربية تعمل بتنسيق مع نظيرتها الليبية لإرجاع 195 مغربيًا موقوفين في ليبيا، مبرزًا أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى لضمان عودة المغاربة الموقوفين في ليبيا”.

التقرير أورد أيضا شهادة “لعموري رضوان”، والد المحتجز “حمزة رضوان”، الذي قال إن اتصالا ورد من ابنه في 7 يوليو 2021، تضمن انقلاب القارب الذي كان على متنه مع 19 مهاجرا آخر ولم ينجو منهم أحد إلا هو وشخص آخر ، مضيفا أنه اتصل به في 13 يوليو وأخبره أنّه موجود في سجن “مليته” بمدينة “زوارة الليبية”.

وأوضح “أفرجت السلطات الليبية الثلاثاء الماضي عن ابني، وهو يمكث الآن عند إحدى الأسر الصديقة في ليبيا، غير أنّنا لا نعرف سبيلًا لعودته للمغرب لأنّه لا يحمل جواز سفر أو أي أوراق ثبوتية.

من جهته، حمّل الباحث القانوني في المرصد الأورومتوسطي “يوسف سالم”، مسؤولية الحفاظ على حياة هؤلاء المحتجزين، للحكومتين الليبية والمغربية.

من جانبه دعا المرصد الأورومتوسطي “الحكومة الليبية إلى إطلاق سراح المهاجرين المغاربة المحتجزين لديها، والتوقف عن انتهاك حقوقهم داخل مراكز الاحتجاز الرسمية، وتقديم الرعاية الصحية لمن هم بأمسّ الحاجة إليها وخصوصًا مرضى فيروس كورونا، وتوفير إجراءات الوقاية والسلامة في السجون ومراكز الاحتجاز كافة”.

كما طالب “الحكومة المغربية ببذل جهود أكبر وأكثر جدية في ملف المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا، والتعاون بشكل حثيث مع السلطات الليبية لإنهاء معاناة مئات الأسر التي تعيش قلقًا دائمًا على مصير أبنائها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى