محليمقالات

عامر التواتي يكتب// نحن وتشاد.. نحن وأفريقيا الممزقة؟!

عامر التواتي يكتب// نحن و تشاد.. نحن و أفريقيا الممزقة؟! 

 

لن أخوض في تاريخ العلاقات الليبية التشادية ومحطاتها المختلفة ,سأتناول جانب واحد من هذه العلاقة كنت على اطلاع عليه ومعرفة به.

في عام 2008 قمنا بزيارة لتفقد كلية التربية والتابعة لجامعة سبها بالعاصمة التشادية انجامينا والتي أنشئت عام 1999 تحت مسمى ” كلية اعداد المعلمين “,على مدى هذه السنوات ومنذ انشائها علمت هذه الكلية مئات من فقراء تشاد من الشباب والشابات وأهلتهم تأهيلا علميا جامعيا ومابعد الجامعي , كان لخريجي هذه الكلية دور كبير جدا في تعليم الاف الاطفال في تشاد , ودور اخر مهم للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية التي تصبغ جزء كبير من سكان تشاد والتي تتعرض لحرب شرسة جدا من تيارات مختلفة ربما أهمها التيار المسيحي الفرانكفوني الخاضع بالكامل لسياسات فرنسا في تشاد والتي كانت ولازالت تناصب العداء للعروبة وللإسلام.

خلال هذه الزيارة قمنا بمقابلة وزير التعليم العالي التشادي، والذي كان جد ممتن للدور الذي تقوم به ليبيا من خلال جامعة سبها وكلية التربية بتشاد في الحفاظ على اللغة العربية والدين الاسلامي كقيمة مضافة لدورها الاساسي وهو التعليم والتدريب والتاهيل ,

على جانب هذا اللقاء حكى لنا الوزير حكاية جديرة بأن تحكى لانها تعبر التعبير الأمثل عن صراع الهويات وتمزق افريقيا , حكى الرجل انه في اول اجتماع لوزراء التعليم في منطقة بحيرة تشاد على ما اظن وكان يضم 7 وزراء تعليم وجدوا انفسهم ان ليس هناك لغة واحدة تجمهم فبعضهم لغته العربية واخر فرنسية واخر انجليزية , قال الرجل وجدنا انفسنا في حيرة قبل ان نتذكر ان جميع الحاضرين كانوا يتحدثوا اللغة “الروسية ” نعم اللغة الروسية لأننا جميعا درسنا في جامعة “باتريس لومومبا” في موسكو .

الغرض من هذه الحكاية هو تعريف من لايعرف ان العلاقات الليبية التشادية اكبر واهم واعمق من الحرب , فالحرب تحدث اليوم في ليبيا حتى بين المدن المتجاورة وداخل القبيلة الواحدة , فهل يعني ذلك ان لاشيء يجمعهم سوى الحرب .؟

الغرض من هذه الحكاية كلها هو تعريف من لا يعرف من علاقة ليبيا بتشاد الا وادي الدوم وخليفة حفتر وقطاع اوزو.

الغرض من هذه الحكاية هو القاء الضوء على حجم ونوعية الصراعات الثقافية والاقتصادية والهوياتية وليس العسكرية فقط التي نتعرض لها من كل جانب وربما لن يكون اخرها زيارة “نتن ياهو ” لانجامينا ووجود الإسرائيلي على حدودنا هذا اذا لم يكن داخل حدودنا.؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى