محليمقالات

الدكتور سيف الإسلام والإخواني صوان وحال المنقلبين على ذواتهم الذاهلين عن ماضيهم الجاهلين لواقعهم

الكاتب الصحفي الأستاذ محمد موسى

يثير السخرية حال المنقلبين على ذواتهم الذاهلين عن ماضيهم الجاهلين لواقعهم ، والمدعو محمد صوان أحد رموز الإخوان المتاسلمين في ليبيا واحد من هؤلاء ، فهو يستحضر ثقافته وتراث جماعته في النفاق والرياء والحقد ليصرح بأنه ليس مقبولا ترشح الدكتور سيف الاسلام معمر القذافي في الانتخابات الرئاسية ، ويستمريء حالة الإنكار التي يعيشها هو وتياره الفاشل الذاوي فينصب نفسه وصيا على كل شيء : على القضاء وعلى السلطة وعلى الشعب أيضا ، الإخواني محمد صوان يتجاهل الحكم الذي أصدرته المحكمة التي قررت وفصلت في قضية أحقية الدكتور سيف الاسلام في الترشح ويكذب فيقول إن الحكم ليس نهائيا ، يتعامى عن الإرادة الشعبية التي تجلت مظاهرها في الإقبال الشديد من أبناء الشعب الليبي على استخراج البطاقات الانتخابية بمجرد تقديم الدكتور سيف الاسلام لملف ترشيحه ثم في احتشاد المواطنين ووقفاتهم الاحتجاجية من أقصى ليبيا إلى أقصاها حين بدأت مفوضية الانتخابات التسويف والتلاعب بذلك الملف ، يبتلع الإخواني محمد صوان كعادة الإخوان حبوب النفاق حين يتناسى دعاوي الديموقراطية وحقوق المواطنة ويسخر لسانه وقلمه وجهده كله لاجترار حقده القديم ، ولكنه إذ يفعل ذلك يذكر الليبيين والليبيات بالماضي القريب جدا لا البعيد ، فالدكتور سيف الاسلام هو نفسه الذي قاد سياسة صفر اعداء في ليبيا ، وهو الذي فتح باب التوبة والعودة للإخوان المتاسلمين كي يكونوا مواطنين كاملي المواطنة ، وهو الذي قاد نهج التسامح والتصالح مع كل فصائل ما يسمى بالإسلام السياسي أو التيار الديني بمن في ذلك أشدهم تطرفا القابعين في معتقل غوانتانامو ، حين كان القرار بيده تسامى الدكتور سيف الاسلام فوق كل الاعتبارات التاريخية والسياسية والأمنية ولم ير في هؤلاء سوى أنهم مواطنون ليبيون ومن حقهم المشاركة في كل شيء في ليبيا ، كان الدكتور سيف الاسلام في العام 2005 على وشك إطلاق المشروع الحضاري والاستراتيجي الكبير ليبيا الغد ، وكان يريد عدم استبعاد أي مواطن ليبي على خلفية سياسية أو عقائدية أو أمنية ، كان يريد أن يشارك جميع الليبيين في قيامة ليبيا الدولة العظمى في الإقليم والقارة ، ارسل الدكتور سيف الاسلام إشارات قوية في هذا الاتجاه فانطلق مسؤولو الدولة الليبية آنذاك لتحقيقه ، الأسير الصامد عبد الله السنوسي عمل من أجل ذلك ، المرحوم ابو زيد دوردة عمل من أجل ذلك ايضا ، لم يرض الدكتور سيف الاسلام بعزل احد أو حرمان مواطن ليبي من حقه في التعبير عن نفسه أو نيل حقوقه المادية والأدبية ، تم العفو عن المراقب العام السابق للإخوان المتاسلمين عبد الله عز الدين وإسقاط حكم الاعدام عنه ، وتم العفو عن كل من عبد الله شامية وعبد اللطيف كرموس القياديين الاخوانيين المحكومين بالمؤبد ، تم إطلاق سجناء بوسليم من الفئة ج المصنفين بأنهم الأشد تطرفا وتعصبا ، في ذلك الوقت أبدى هؤلاء الإخوان المتاسلمين الرضا والاستحسان وبذلوا فروض الولاء والطاعة للدكتور سيف الاسلام وأظهروا العرفان بالجميل ورتلوا ايات التبجيل ، ولكن ذلك كله كان تمثيلا في تمثيل ، وعلي الصلابي الذي نسج قصائد المدح لشخص الدكتور سيف الاسلام كان وأتباعه يضمرون في الحقيقة المغالبة لا المشاركة ، كانوا يعملون بتقليعة التقية ، كانوا يعيشون في أنفسهم ما أسموها مرحلة التمكين ، اي التمسكن إلى حين التمكن وحيازة عناصر القوة الكافية للانقلاب ، وما أن بدأ حلف النيتو عدوانه ضد ليبيا لإسقاط دولتها واغتيال قائدها وأسر قادتها حتى قلبوا ظهر المجن واسفروا عن وجههم بلا مكياج ، وفرضت قيادتهم في قطر ستة منهم في المجلس الانتقالي في بنغازي ثم انخرطت قياداتهم في العمل الميليشيوي ، وظهرت فتاوي علماء النيتو لتزكي ثوار النيتو ، قالوا إن طائرات أمريكا التي تقتل المسلمين في ليبيا هي الطيور الابابيل ، بل تجرأ مفتيهم على رسول الله فقال إنه لو كان شاهدا لما وسعه إلا أن يضع يده في يد حلف النيتو ، ثم بعد انتهاء مرحلة التمكين التي انتصر فيها الإخوان المجرمين بصواريخ كروز وطائرات تورنيدو ورافال واف 16 ، بدأت مرحلة السلطة والاستءثار بالسيادة على مقدرات الوطن ، خاضوا انتخابات 2012 التي قاطعها معظم أبناء الشعب الليبي فانسحقوا أمام التيار العلماني فتحالفوا مع القوائم الفردية وقادة الميليشيات كي يبسطوا نفوذهم ، ثم خاضوا انتخابات 2014 وايضا قاطعتها الأغلبية الشعبية وبعد أن كانوا وصفوها بغزوة الصناديق فشلوا وفقدوا هيمنتهم على مجلس النواب فقرروا الانقلاب كعادتهم على نتائج الانتخابات وسيطروا على طرابلس بسلطة العصابات المسلحة وشكلوا حكومة صورية ، وخلال ذلك كله كانوا من جهة يمررون القوانين الإقصائية وأشهرها قانون العزل السياسي ومن جهة أخرى يطاردون الأحرار ليزجوا بهم في غياهب السجون ، وحين وصلت ليبيا الى طريق مسدود وتحركت في الخارج قوى دولية عانت من عدم استقرار ليبيا وفشل الأنظمة التي خلفتها نكبة فبراير فقررت تلك القوى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ، حينها صدمت تلك القوى الخارجية بأن روح ليبيا لم تخمد رغم المرارة الطويلة وان الدكتور سيف الاسلام بتقديمه لملف ترشيحه سيقلب الطاولة فوق الجميع ، ولكن صدمة الخارج لا تقارن بصدمة الإخوان المتاسلمين ، لم يراع هؤلاء أن الدكتور سيف الاسلام بمجرد قبوله الترشيح كان قد حسم أمره في ملف المصالحة وأنه قد تعالى على جراح كثيرة ، فقد القائد والأخوة ، تشريد العائلة والأهل ، ظلم الشعب ، خيانة العهود والمواثيق التي أعطاها له الإخوان و نكرانهم للجميل حين حولهم من منبوذين إلى متميزين ، تعالى فوق كل ذلك وقبل من اجل ليبيا وانهاء معاناة شعبها فتح صفحة جديدة مع الجميع ، فإذا بالاخواني المتاسلم محمد صوان يقول إن الإخوان الذين هم أقلية ضمن أقلية من مجموع الشعب الليبي يرفضون ترشيح الدكتور سيف الاسلام ، لينطبق عليه وعلى أمثاله قول الشاعر العربي القديم ابو ذؤيب الهذلي :
ارضى ويغضب قاتلي فتعجبوا
يرضى القتيل وليس يرضى القاتل !

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى