باحث سياسي: موسكو تنقل كمية هائلة من العتاد العسكري في طرطوس وحميميم إلى ليبيا

قال الباحث والمحلل السياسي، محمد صادق، إن هناك تساؤلات عديدة حول التواجد العسكري الروسي المتنامي في عدد من دول القارة السمراء وعلى رأسها ليبيا التي تعتبر منذ أواخر 2024 مقراً لقوات الفيلق الأفريقي الروسي إلا أن الأحداث الاخيرة التي حدثت في سوريا بعد إسقاط نظام حكم الأسد أعادت توجيه الأنظار من جديد نحو التواجد الروسي في أفريقيا.
وأضاف صادق، خلال مداخلة هاتفية له، أنه نقلاً عن بعض الصحف والوكالات الإعلامية، قامت طائرة روسية من طراز An-124 برحلتين ذهابًا وإيابًا من سوريا إلى قاعدة الخادم الجوية بالقرب من بنغازي في الفترة ما بين 26 و28 ديسمبر، حيث قامت طائرة من طراز Il-76 بما لا يقل عن تسع رحلات ذهابًا وإيابًا بين سوريا والخادم في الفترة بين 1 و 20 يناير، وقامت موسكو بنقل كمية هائلة من العتاد العسكري من قواعدها العسكرية في طرطوس وحميميم لنقلهم إلى شرق ليبيا.
وتابع صادق، أنه نظرا لكم العتاد الروسي القادم إلى ليبيا من سوريا توصلت موسكو إلى توافق مع أهالي منطقة الجنوب الليبي وقوات حفتر على استخدام قاعدة معطن السارة في الجنوب الليبي بالقرب من الحدود التشادية، لنقل العتاد إلى القاعدة ذات الموقع الاستراتيجي الذي سيمكن قوات الفيلق الإفريقي من تقديم الدعم اللوجستي والعسكري اللازم للدول الحليفة في القارة ومجابهة الجماعات المتمردة والإرهابية التي تسببت في زعزعة أمن واستقرار دول القارة السمراء وعلى رأسهم هيئة تحرير أزواد وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي.
وتابع صادق، أنه نشرت شركة “ماكسار” صورا عبر الأقمار الصناعية أظهرت عملية التحديث والتجهيز لتشغيل قاعدة معطن السارة والتغييرات التي تمت في القاعدة منذ يونيو 2024 وحتى ديسمبر 2024، موضحا أنه بالعودة إلى مكافحة الجماعات المسلحة الإرهابية وصلت دفعة جديدة من المعدات العسكرية الروسية الحديثة إلى العاصمة المالية بامكو قادمة من ليبيا.
وأوضح صادق، أنه بحسب المصادر حملت القافلة العسكرية التي وصلت إلى باماكو معدات عسكرية متقدمة تشمل دبابات من طراز T-72B3، ومركبات قتالية من نوع BMP-3، وناقلات جنود مدرعة BTR-82A، إضافةً إلى مركبات تكتيكية متنوعة مثلSpartak ، Tigr، و Linza. كما تم تسليم معدات هندسية وشاحنات مدرعة من نوع كاماز.
وأكد صادق أن هذه التحركات خطوة لتنفيذ وعود الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تجاه دول القارة السمراء.
وأوضح صادق، أن وعود بوتين جاءت في أكتوبر ٢٠٢٤ خلال مؤتمر وزاري روسي-أفريقي انعقد في مدينة سوتشي، إذ قال الرئيس الروسي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف “بلدنا سيواصل تقديم دعمه الكامل لأصدقائنا الأفارقة في مجالات مختلفة”.
وأشار إلى أن هذا الدعم قد يتمثّل في “تنمية مستدامة ومكافحة الإرهاب والتطرف والأمراض الوبائية وحل المشاكل الغذائية أو تبعات الكوارث الطبيعية، موضحا أنه في نوفمبر العام الماضي أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، ونظيره السنغالي، ناقشا جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفريقيا، الأمر الذي يدل على أنه دليل آخر على أن روسيا عازمة على تقديم الدعم العسكري اللازم للدول الأفريقية التي تعاني من عدم الاستقرار بسبب الجماعات المتمردة والإرهابية التي تُعيث فسادا في المنطقة وتنشر الفوضى.