رغم تشدقهم بالحريات.. مديرية أمن سرت تلقي القبض على متظاهرين يحتفلون بثورة الفاتح تنديدًا بنكبة فبراير .
قالت مديرية أمن سرت، اليوم الإثنين، إن معلومات وردتها تفيد بخروج عدد ممن وصفتهم بـ”الغوغائيين” حاملين الأعلام الخضراء لبث الفتن داخل المدينة ورمي الأسلحة، وإرسال رسالة لقنوات الفتن لكي تستغلها في حربها ضد القوات والأجهزة الأمنية.
وأضافت المديرية، في بيانٍ لمكتبها الإعلامي، طالعته “أوج”، أنها قامت بالتنسيق مع الإدارة العامة للبحث الجنائي، وجهاز الأمن الداخلي بتطويق من وصفتهم بـ”أصحاب النفوس الضعيفة” والقبض عليهم وايداعهم بالسجون واحتجاز سياراتهم.
ووفق البيان، حذرت مديرية الأمن بالمدينة المواطنين من الانخراط بأي تظاهرة دون أخذ الإذن بذلك.
وكان عدد من أبناء مدينة سرت خرجوا إلى شوارع المدينة، منددين بنكبة فبراير 2011م التي تحل ذكراها اليوم، مرددين شعارات “الفاتح”، دون أي أحداث شغب أو تخريب أو خروج عن القانون، وذلك في مسيرة أشاد بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ونقلوا مقاطع منها توثق وجودهم بالقرب من المُحتفلين بأحداث فبراير دون أي تجاوزات.
وتكشف الأحداث المتعاقبة منذ أحداث فبراير عام 2011م، كذب وادعاءات أنصارها في تشدقهم بحرية التعبير عن الرأي، والتي يستدعون فيها في كل مرة داخليتهم لتلقى القبض على كل من يعارضهم، حيث سبق وتمت مواجهة المحتفلين أيضًا بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر أوخر العام الماضى.
وتعيش ليبيا هذه الأيام ذكرى أليمة سببتها أحداث فبراير 2011م، التي أدخلت بلادهم في مستنقع من الفوضى والتدمير والخراب وإسالة الدماء، بعدما تدخل حلف الناتو بمساعدة بعض الليبيين على إسقاط النظام الجماهيري، ضمن مخطط قذر يهدف إلى السيطرة على ثروات ليبيا ومقدرات شعبها.
وتصدرت ليبيا ترتيب مؤشر الإرهاب العالمي لسنة 2019م، حيث حلت الأولى مغاربيًا والـ 12 عالميًا، ضمن 163 دولة، كما حلت في قائمة أكثر عشرة بلدان تعاني من الآثار الاقتصادية للإرهاب خلال التسع سنوات الأخيرة، حيث تعادل التكلفة الاقتصادية التي تتكبدها نتيجة لذلك 1.2% من إجمالي ناتجها المحلي
وسجلت ليبيا أسوأ تصنيف لها في معياري الأمن والاستقرار لعام 2019م، حيث حلت في المركز 161 عالميًا، كما حلت بالمركز 147 عالميًا لتصنيف مؤشر الازدهار العالمي والذي يعتمد على مجموعة من المعايير ذات الصلة بالرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي والحريات الفردية.
وخرجت ليبيا من مؤشر جودة التعليم دافوس للعام 2019م للسنة الرابعة على التوالي، وذلك لافتقارها لمعايير الجودة في التعليم، بعد أن تواجدت ضمن القائمة قبل أحداث عام 2011م.
وأشار مؤشر الجوع العالمي الصادر عن كل من مؤسسة “concern worldwide” الدولية، ومؤسسة “Welthungerhilfe” الألمانية، إلى أن صراعات ليبيا منذ أحداث 2011م جعلت عددًا من الفئات مُعرضة لانعدام الأمن الغذائي الذي يعزوه بالأساس إلى عدم قدرة الناس على الوصول إلى الغذاء بدلا من عدم توفر الغذاء.
ووفق مؤشر معهد المرأة والسلام والأمن، بجامعة جورج تاون، أصبحت ليبيا ثالث أسوأ دولة لحياة المرأة في عام 2019م، من ضمن 167 دولة شملتها الإحصائية.
وتذيلت ليبيا دول العالم بمؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2019م، حيث حلت في المرتبة 162 عالميًا، ضمن الـ180 دولة شملها تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود”.
وقبل تسع سنوات نفذت فرنسا مخططها مع دويلة قطر، للتخلص من القائد الشهيد معمر القذافي، وأظهرت الأدلة والوثائق تورط تنظيم الحمدين في تمويل ودعم المليشيات الإرهابية وجماعة الإسلام السياسي، لنشر الفوضى في البلاد.
وبدأ سيناريو التدخل القطري الفرنسي لتدمير ليبيا، ليس فقط بإثارة الفتن في البلاد، بل أيضا بدعم التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصولا إلى القصف العنيف والعشوائي على سرت واغتيال القائد في الـ20 من شهر التمور/أكتوبر 2011م.




