محلي

محملاً المجتمع الدولي مسؤولية قصف الفرناج.. الأورومتوسطي: قوات خليفة حفتر تتجاهل الالتزام بمبادئ القانون الدولي

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن آخر الهجمات العسكرية التي تستهدف المدنيين في العاصمة الليبية طرابلس تسببت بمقتل 3 طفلات شقيقات تتراوح أعمارهن بين 4 و7 سنوات، وإصابة والدتهم وشقيقتهم بجراح خطيرة داخل منزلهم بمنطقة الفرناج جنوبي العاصمة طرابلس.
دعا المرصد الأورومتوسطي بجينيف، في بيانٍ لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”، إلى فتح تحقيق عاجل في تلك الهجمات، مؤكداً أن استمرار الموقف السلبي للمجتمع الدولي وعدم اتخاذ أي موقف حقيقي إزاء الصراع المستعر في ليبيا يطرح علامات استفهام حول الموقف الحقيقي لتلك الدول أمام تكرار هذه الجرائم التي يذهب ضحيتها المدنيون.
ونقل المرصد الحقوقي الدولي، عن مصادر محلية ليبية، قولها إن طائرة حربية تابعة لقوات الكرامة استهدفت المنزل بصاروخ واحد على الأقل في حوالي الساعة الواحدة من مساء يوم أمس الإثنين، مؤكدة أن الهجوم تسبب في دمار واسع في المنازل المحيطة، ودمار كبير للمسجد الرئيسي في منطقة الفرناج المكتظة بالسكان.
ووفق البيان، اعتبر الباحث القانوني لدى الأورومتوسطي، محمد عماد، أن الهجوم قد يدخل ضمن نطاق جرائم الحرب التي تحرك المسؤولية الجنائية الدولية بحق مرتكبيها، مشددًا على ضرورة التحرك الفوري للبعثة الأممية في ليبيا للتحقيق في الهجوم تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق الجناة، لافتًا إلى أن قوات خليفة حفتر تتجاهل الالتزام بأهم مبادئ القانون الدولي، وهو مبدأ التميز بين المدنيين والقوات المقاتلة عند تنفيذ هجماتها، وتحديدًا في العاصمة طرابلس، قائلاً: “أكد المبدأ القانوني على توفير الحماية الخاصة للمدنيين في النزاعات المسلحة وتجريم قصف الأماكن المأهولة بالسكان وحصر الأعمال العسكرية في مناطق تواجد المقاتلين”.
وأكّد الباحث القانوني لدى الأورومتوسطي، أن استمرار الصمت الدولي غير المبرر تجاه ما يحصل من جرائم بحق المدنيين في ليبيا شجّع تلك القوات على الإمعان في ارتكابها للجرائم دون اي التزام بأبسط القواعد القانونية والعرفية.
وكان المرصد الأورومتوسطي وثق سلسلة هجمات مميتة استهدفت مدنيين ومهاجرين في طرابلس ومدن أخرى على مدار الأشهر الست الماضية، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، عدا عن التدمير الممنهج للبنية التحتية في مناطق غربي ليبيا التي تديرها حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا.
وآخر تلك الهجمات التي وثَّقها الأورومتوسطي، استهداف حفل زفاف في مدينة مُرزق جنوب غربي ليبيا، ما أسفر عن مقتل نحو 40 مدنيًّا وجرح 37 آخرين يوم 5 هانيبال/أغسطس الماضي.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ استهداف المدنيين بالطائرات وقصف نقاط تجمعهم تدخل ضمن الأفعال الُمشكلة لجريمة الحرب لا سيما المادة (5/ب) والتي أكدت على أن “مهاجمة أو قصف المدن أو القرى أو المساكن أو المباني العزلاء التي لا تكون أهدافاً عسكرية بأية وسيلة كانت” تعد ضمن جرائم الحرب التي تستوجب معها تحريك المسؤولية الجنائية الدولية تجاه مرتكبي تلك الجرائم، داعيًا إلى ضرورة حماية المدنيين في مناطق النزاع كما ينص القانون الإنساني الدولي.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى العمل الجاد من أجل وقف الانتهاكات المتكررة ووضع آليات محددة وواضحة تضمن الحماية للمدنيين هناك وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، والعمل على وضع حد للإفلات من العقاب على ما يُرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا.
ودعا الأورومتوسطي مختلف أطراف الصراع في ليبيا إلى الكف عن استهداف المدنيين، والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني لدى تنفيذ الهجمات العسكرية، كما دعا مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما في حفظ الأمن والسلم في مناطق النزاع والوقف الفوري للانتهاكات بحق المدنيين.
وكان جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لحكومة الوفاق أكد إصابة مدنيين اثنين جراء قصف طيران الكرامة لمنزل بمنطقة الفرناج، فيما نفت مصادر عسكرية لـ”أوج”، إصابة المنزل، مؤكدة أنهم قصفوا معسكر الرابش لـ”الحشد الميليشياوي”.
ومن جهته، أكد الوكيل العام لوزارة الصحة بحكومة الوفاق، محمد هيثم عيسى، أن القصف طال منزل عائلة إسماعيل كشيله بمنطقة الفرناج، وأسفر عن وفاة 3 أطفال، بالإضافة إلى وجود طفلة بقسم العناية الفائقة، وجرى بتر أحد ساقيها، فضلا عن إصابة امرأة حالتها غير مستقرة، وجرح اثنين آخرين.
على الجانب الآخر، نفى الناطق باسم قوات الكرامة، أحمد المسماري، استهداف أي منشأة مدنية في حي الفرناج أمس، منتقدا ما أسماه “فبركة الأخبار”، والتي اعتبرها اختصاصا أصيل للإخوان “المفلسين ومن يسير في ركبهم”.
وأشار المسماري، في بيان، أمس الاثنين، طالعته “أوج”، إلى تكبيد “مليشيات” حكومة الوفاق المدعومة دوليا، خسائر فادحة من “القوات المسلحة” التي تنفذ ضرباتها بدقة، ومن بينها غارات اليوم على معسكر المخابرة بحي الفرناج، والذي تتخذه غرفة عمليات، وتلقوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ “تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد دعا، كافة الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى