محلي

سلامة: المليشيات في طرابلس قوضت عمل حكومة الوفاق وأي حل لابد أن يقتضي معالجة هذه الظاهرة

أوج – القاهرة
قال المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، إنه في الوقت الحالي يسعى إلى إيقاف صوت المدافع، إذ إن المتضرر الوحيد من الحرب في طرابلس هو المواطن الليبي.
وأضاف سلامة في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، اليوم الأحد، طالعته “أوج”، أن العملية العسكرية تسببت في نزوح مئات الآلاف عن منازلهم ومناطقهم، ومقتل وجرح المئات من الليبيين المدنيين، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية، التي كانت أصلاً متردية، معربا عن أمله بأن يتحقق وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
واعتبر سلامة، ردا على اتهامات بميله لصف حكومة الوفاق المدعومة دولياً، أن الحال في ليبيا يتلخص في نظرية “إن لم تكن معي فأنت ضدي”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تقف في صف الأكثرية الصامتة المتمثلة في الشعب الليبي، الذي يعاني من استمرار الخلاف السياسي.
وأوضح أنه عندما يحقق أي تقدم، أو يقوم بأي مقترح لمصلحة الشعب الليبي، ولا يصب هذا التقدم أو المقترح في مصلحة أحد الأطراف في ليبيا، يتهم فوراً بالانحياز لهذه الجهة أو تلك، مؤكداً أن هذا الأمر لن يثنيهم عن متابعة ومضاعفة جهودهم من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والطمأنينة لهذه الأكثرية الساحقة الصامتة.
وأكد سلامة حرصه على التواصل مع جميع الأطياف الليبية للوصول إلى حلول، مستطرداً “لكننا لم ولن نكون طرفاً يعمل لمصلحة جهة ضد جهة أخرى، نحن نستلهم تحركاتنا من التفويض الأممي، ومن حرصنا على تحقيق السلام والعودة إلى المسار السياسي، وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد”.
وحول محاولة بعض الأطراف الليبية إبقاء الوضع كما هو عليه، ذكر أن هناك ما نسميه حزب الأمر الواقع، الذي يضم جميع المستفيدين من الوضع الحالي، والذي يعمل جاهداً على إبقاء الوضع كما هو، لكن الأحداث أثبتت أن سياسة المماطلة غير مجدية وغير واقعية، ولعبة تمديد الأزمات ستؤدي إلى انهيار الهيكل على رؤوس الكل، معربا عن أمله في أن يتفهم ذلك المجتمع الدولي أيضا، خاصة وإنه يقول للجميع في الداخل والخارج إن ليبيا المستقرة والمزدهرة هي لمصلحة الجميع، من دون استثناء.
ولفت المبعوث الأممي، إلى أن اتفاق الصخيرات، يظل هو المرجع الأساسي لإطار العمل السياسي في البلاد، لحين استبداله، عبر إنهاء المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات نيابة ورئاسية، فمن حق الشعب الليبي أن يقرر مصيره عبر صناديق الاقتراع، وهو بالنهاية مصدر الشرعية الأوحد.
ونوه بأن الجميع يعرف أن المشهد السياسي الليبي برمته انكب على محاولة تعديل بعض المواد والصلاحيات في اتفاق الصخيرات، وهذا ما كان المجلسان النواب والاستشاري يحاولان فعله، مبرزا أنه دعم هذه الجهود بقوة، وحتى محادثات باريس وباليرمو وأبوظبي انصبت كلها في إطار تعديل الاتفاق، وليس الالتفاف عليه، لا ضرر في تعديل الاتفاق إذا أنتج انفراجاً في المشهد السياسي.
وقال سلامة، إنه وبعد مرور 6 أشهر على اندلاع الحرب في طرابلس، وإلى الآن أصبح هناك نوع من الجمود العسكري، إذ إن جبهات القتال لم تتغير باستثناء عودة قوات الوفاق المدعومة دوليا، للسيطرة على مدينة غريان.
وكشف عن أن المجتمع الدولي أصبحت لديه قناعة أكبر بأن الحسم العسكري في البلاد غير ممكن، وأن الحل السياسي هو العلاج الوحيد لإيقاف الحرب، وإنهاء الأزمة المستمرة منذ ثماني سنوات، مفصلا أن جهود الأمم المتحدة، تنصب في هذا الاتجاه مع الفرقاء الليبيين، وأيضاً مع الشركاء الدوليين فيما يخص الأزمة الليبية.
وأعرب عن قلقه من أن تصبح سماء ليبيا ساحة حرب بالوكالة بين الدول الإقليمية المتنافسة، بمساعدة حلفائهم في الداخل.
وردا على كيف تتم العملية السياسية في ظل وجود مليشيات وهو مايرفضه خليفة حفتر، صرح بأن المليشيات ليست وليدة اللحظة، ووجودها في طرابلس قوض عمل حكومة الوفاق، وأي حل في ليبيا يقتضي معالجة هذه الظاهرة بطريقة أو بأخرى، موضحا أن هناك رغبة ليبية غالبة في توحيد المؤسسات الأمنية والجيش، وقد سبق له أن أعرب عن تأييده لمحادثات القاهرة لتوحيد “الجيش”.
كما أيد الجهود المبذولة في طرابلس من خلال وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، لزيادة التنسيق مع المؤسسات الأمنية في الشرق، وجهود تعزيز دور الأجهزة الأمنية في جميع مناطق ليبيا، مستذكرا بالجهد الذي بذلته البعثة في معارك الفاتح/سبتمبر 2018م لاعتماد خطط أمنية لحماية طرابلس، والمنشآت الحكومية من تجاوزات المليشيات.
وأوضح أنه كان أدرج الموضوع الأمني عموماً في خانة المحادثات، التي كان من المفترض أن يتطرق إليها الملتقى الوطني في غدامس، متسائلا “يبقى السؤال المهم، والذي يطرح نفسه بشكل معاكس، هل ساعدت العملية العسكرية القائمة الآن على تقويض أم زيادة نفوذ المليشيات؟ وهل أثبت العمل العسكري فاعلية أكثر من التعاون الأمني والسياسي”؟
وردا على تساؤل بشأن رفض رئيس المجلس الرئاسي المنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، الحوار مع حفتر، قال إن الحوار أمر أساسي للتوصل إلى أي اتفاق، وهناك مشاكل معينة وحلول معقولة، ويجب طرح المواضيع السياسية بهدوء وبشكل منطقي، موضحا أن التعليق على شكل الحوار بين الأطراف الليبية فهو موضوع سابق لأوانه، إذ أن الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وختم المبعوث الأممي، حديثه بالقول “بعد أن كانت ليبيا قاب قوسين من اتفاق سياسي شامل عبر الملتقى الوطني اندلعت الحرب، التي لم تكسب ليبيا منها سوى القتل والدمار والتهجير، والمزيد من الانقسام والتشرذم، وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى