رفض دولي وكراهية عربية وتظاهرات داخلية.. تركيا تجنى التبعات السلبية لدعم حكومة الوفاق في ليبيا .

مع تصاعد الرفض الدولي ضدّ التدخل التركي في ليبيا، انطلقت موجة من الرفض الشعبي للزج بالجنود الأتراك في أتون الحرب الليبية المشتعلة على أطراف العاصمة طرابلس، حيث خرجت التظاهرات المُنددة بالتدخل العسكري من قلب اسطنبول.
وأكد المتظاهرون، في 27 الكانون/ديسمبر الماضي، أن الشعب التركي لا يريد أن يُقتل أولاده في الصحراء الليبية، مُعلنين رفض التدخل التركي في ليبيا.
ووفق تقارير عالمية، فإن تدخل تركيا في ليبيا، سينتُج عنه عداء وكراهية لها في العالم العربي ومن قبل الشعوب العربية، حيث قالت وكالة أنباء “روسيا اليوم”، إنه بينما تم التخطيط لعقد مؤتمر لمحاولة حل الأزمة في ليبيا في برلين، حذر الرئيس الكونغولي ورئيس اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، في 6 آي النار/يناير من العواقب الضارة لتهميش القارة الأفريقية في الأزمة الليبية، ومن التدخل العسكري التركي في ليبيا.
وأوضحت الوكالة الروسية، في تقرير لها بشأن الأوضاع الدولية حول ليبيا، طالعته وترجمته “أوج”، أن الرئيس الكونغولي، أعرب عن رغبته في رؤية القارة الأفريقية مرتبطة بجميع المبادرات المتعلقة بحل الأزمة الليبية.
وأضاف نغيسو: “ليبيا بلد إفريقي وضحايا النزاع الليبي هم أساسًا في إفريقيا، لذلك، فإن أي إستراتيجية لتسوية الأزمة الليبية تميل إلى تهميش القارة الأفريقية قد تكون غير فعالة تمامًا وتؤدي إلى نتائج عكسية”.
كما حذر نغيسو من قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإرسال أول فرقة من الجنود الأتراك إلى ليبيا، مقترحًا أن تكون للأزمة الليبية أولوية قصوى في القمة القادمة الاتحاد الأفريقي.
وفي سياق متصل، وتأييدًا لندا نغيسو دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في 3 آي النار/يناير الجاري، المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده مع جهود إفريقيا من أجل التعجيل السريع بالخروج السلمي من هذه الأزمة، محذرًا من عواقب وخيمة من جميع النواحي للبلاد والمنطقة والقارة بأكملها”.
ووفق الوكالة الروسية، أثار تدخل أنقرة في الأزمة الليبية صرخة عارمة من عدة دول أفريقية، خاصة تلك التي لها حدود مع ليبيا، حيث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من أي محاولة “للسيطرة” على الأراضي الليبية.
وبحسب روسيا اليوم، في الجزائر، شكل احتمال التدخل العسكري التركي على الأراضي الليبية مصدر قلق أيضًا، حيث عقد الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، في 26 الكانون/ديسمبر، اجتماعًا للمجلس الأعلى للأمن، والذي يجمع بين أعلى السلطات المدنية والعسكرية في الجزائر، لمناقشة الوضع على حدودها، خاصةً مع ليبيا، مُبدين انزعاجهم من تدخل حلف الناتو في عام 2011م، والذي شاركت فيه فرنسا، وأدى إلى وفاة استشهاد الليبي معمر القذافي، حيث تم تفتيت ليبيا منذ عام 2014م بسبب التنافس بين فاز السراج والمشير خليفة حفتر، على حد وصفها.
وأدان المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في دورته الـ 44 التي انعقدت في مكة المكرمة، بمشاركة عدد من العلماء من 82 دولة حول العالم، التدخّلَ التركي في ليبيا، وتدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية أو احتلال أي جزء من أراضيها تحت أي ذريعة كانت.
وأكد علماء من 82 دولة حول العالم على ضرورة أن يظل العمل المشترك للدول الإسلامية تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة، وتتخذ من جدة غرب السعودية مقرا لها.
وأعرب المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في دورته الـ 44 التي انعقدت في مكة المكرمة، بمشاركة عدد من العلماء من 82 دولة حول العالم، عن تأييده لما صدر عن لقاء القمة الذي عقدته الرابطة بمكة المكرمة العام الماضي، مستذكراً دعوة المجتمعين من الأمة المسلمة إلى التمسك بما أرسته الشريعة الإسلامية من معاني الأخوة والوحدة والتحذير من الفرقة وبيان خطرها، وأن الأمة الإسلامية لم تعان عبر تاريخها مثلما عانت من محاولات شق صفها.
وأكد المجلس أن وعي المسلمين بدورهم الحضاري المنفتح بإيجاب على الجميع مطلب مهم.
ودعا اجتماع المجلس الأعلى للرابطة، في بيان لها ، نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” إلى تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي بوصفها مظلة جامعة للدول الإسلامية، تعمل على ردم الفجوات وتجسير العلاقات بين دول العالم الإسلامي”.
وأعلنت المملكة العربية السعودية أن التدخل التركي في ليبيا يعد مخالفًا لمواقف الجامعة العربية.
وكانت السعودية أدانت موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا، معتبرة أنه تصعيد يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعربي، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته الوكالة الرسمية “تندد المملكة بموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا”.
وبحسب البيان فإن “هذا التصعيد التركي يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في ليبيا وتهديداً للأمن العربي والأمن الإقليمي كونه تدخلاً في الشأن الداخلي لدولة عربية في مخالفة سافرة للمبادئ والمواثيق الدولية”.
من جانبه أكد الرئيس أردوغان عدم انزعاج بلاده من إدانة السعودية لقرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا، مضيفا “لا نقيم وزنا لإدانتها، بل نحن من ندين إدانتها”.
ووفق الوكالة الروسية، وفي مواجهة ركود الصراع، أدانت لندن وباريس وروما، في 7 آي النار/يناير الجاري، “التدخل الخارجي” في ليبيا، مؤكدة أنه تلميح تُقصد به تركيا.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق “غير الشرعية”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها




