بعد اشتباكات الخميس.. مفوضية اللاجئين تحذر: أوضاع اللاجئين أصبحت أكثر خطورة .

أسفرت جولة جديدة من الاشتباكات جنوب طرابلس، أول أمس الخميس، عن مقتل وجرح عدد من المدنيين، ما أثار تحذيرات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول الوضع الإنساني المتدهور.
وأفادت صحيفة RFI في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، نقلا عن مسؤولة العلاقات الخارجية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ليبيا، كارولين غلوك، قولها: “بعد ساعات من الاشتباكات بين طرفي الصراع، لقد أصبح الأمر أكثر خطورة على الجميع في ليبيا”.
وأضافت: “لقد نزح 150 ألف شخص بسبب النزاعات منذ الطير/أبريل الماضي في طرابلس”، مؤكدة أن انعدام الأمن قد زاد من صعوبة الوصول إلى المدنيين.
وأوضحت أن أعمال العنف التي وقعت الخميس الماضي، والتي جاءت بعد يوم من قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى “وقف دائم لإطلاق النار”، لن تفعل الكثير لتحسين الوضع.
وتطرقت الصحيفة إلى تعليق الرحلات الجوية بمطار معيتيقة الوحيد في العاصمة طرابلس، نتيجة تعرضه للقصف الصاروخي، ليكون الإغلاق تاليا لإغلاقات سابقة متعددة.
وأشارت إلى وقوع انفجارات، بحسب شهود عيان، في منطقة الهضبة الزراعية على بعد حوالي 30 كم جنوب وسط مدينة طرابلس، موضحة أن الصواريخ أصابت أحياء سكنية، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة أربعة مدنيين آخرين، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة في حكومة الوفاق غير الشرعية.
وذكر التقرير أن الأمم المتحدة تؤكد مقتل أكثر من 1000 شخص من بدء العمليات على طرابلس في الطير/ أبريل الماضي، مضيفا أنه في العام الماضي، تم نقل ما يزيد قليلاً عن 2000 شخص جواً من ليبيا إلى بر الأمان، لكن ما زال حوالي 47000 شخص ينتظرون الضوء الأخضر.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، وثقت عملية استخدام ذخائر عنقودية خلال قصف منطقة سكنية مجاورة لطريق الأصفاح قرب طريق المطار في الضواحي الجنوبية لطرابلس، يوم 2 الكانون/ ديسمبر الماضي، متهمة قوات “الجيش” باستخدامها.
وقال ستيفن غوس، مدير برنامج الأسلحة في المنظمة ورئيس “تحالف الذخائر العنقودية”، في تقرير للمنظمة، طالعته “أوج”: “استخدام الذخائر العنقودية يُظهِر استخفافا متهورا بسلامة المدنيين، وينبغي عدم استخدام الذخائر العنقودية تحت أي ظرف بسبب الأضرار التي يُمكن التنبؤ بها وغير المقبولة التي تُلحقها بالمدنيين”.
وأفادت المنظمة، في تقريرها، أنه بعد قصف تعرضت له منطقة سكنية مجاورة لطريق الأصفاح قرب طريق المطار في الضواحي الجنوبية لطرابلس يوم 2 الكانون/ ديسمبر الماضي، زارت “هيومن رايتس ووتش” الموقع في 17 الكانون/ ديسمبر الماضي، وجدت بقايا قنبلتين عنقوديتين من طراز “آر بي كيه-250 بي تي إيه بي 2,5 إم” (RBK-250 PTAB 2.5M)، وأيضا أدلة على استخدام قنابل شديدة الانفجار ملقاة جوا خلال الهجوم، ولم تكن المنطقة ملوّثة بذخائر عنقودية قبل الهجوم.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.




