اقتصاد

الأغا: الموظفون ضحية الصراع بين مركزي طرابلس ومالية الوفاق حول الترتيبات المالية .

قال رئيس لجنة أزمة السيولة بمصرف ليبيا المركزي البيضاء، رمزي رجب الأغا، إن الصراع الحالي بين المصرف المركزي بطرابلس ووزارة المالية في حكومة الوفاق غير الشرعية، حول رواتب الموظفين، يرجع بالأساس إلى عدم إصدار واعتماد الترتيبات المالية لعام 2020م.

وأضاف الأغا، في تصريحات لموقع “العربية.نت” السعودي، طالعتها “أوج”، أن المشكلة الأكبر تكمن في عدم صدور قانون للميزانية العامة للدولة من السلطة التشريعية في البلاد والمتمثل في البرلمان، ولذلك فقد تم اللجوء في السنوات الماضية إلى الترتيبات المالية التي يتم إعدادها بين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والمصرف المركزي بطرابلس، دون صدور قانون في ذلك، وهو ما انعكس على العلاقة بين مؤسسات الوفاق، ذهب ضحيته الموظفون.

ونظم المئات من الموظفين، أمس الأربعاء، وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة المالية بحكومة الوفاق؛ احتجاجا على تأخر دفع مرتباتهم لمدة شهرين، وللمطالبة بتسوية أوضاعهم المالية، وهددوا بالدخول في اعتصام مفتوح.

وكان وزير المالية في حكومة الوفاق غير الشرعية، فرج بومطاري، أرجع أزمة مرتبات شهري النوار/ يناير والنوار/ فبراير الماضيين، إلى مركزي طرابلس، قائلا: “الوزارة لم يأتها رسالة واضحة من المصرف المركزي، الذي يصر على عدم وجود تغطية”، مؤكدا أن التغطية من خلال حسابتهم متوفرة، فإجمالي الإيرادات المحققة خلال العام الماضي 6,2 مليار دينار.

أكد بومطاري، خلال مؤتمر صحفي حول الوضع المالي لليبيا، الثلاثاء الماضي، تابعته “أوج”، على وجود العديد من المؤشرات السلبية على الاقتصاد الليبي، خلال العام الماضي ظهرت من خلال تقارير البنك الدولي، حيث كان هناك توقع لنمو 5,5%، لكن الرقم انعكس على انكماش لـ006%، موضحا أن جميع المؤشرات الإيجابية التي تحققت خلال العام 2018م بدأت تتقلص.

وأضاف أن الإصلاحات التي تمت في 2018م، لم تكتمل نتيجة القصور في السياسة النقدية، حيث تواجه ليبيا ثلاث مشكلات تكمن في التوظيف والتضخم وأسعار العملات، مؤكدا أن الأخيرين مسؤولية المصرف المركزي، ولم يتم التنسيق والتعاون الجاد بين السياسات المالية والسياسة النقدية.

وتابع: “عندما تم إعداد الترتيب المالية ونتيجة لغياب التنسيق وعدم وضوح المؤشرات والأرقام المطلوبة لمستويات الاقتصاد الكلي، تم اتباع الطرق التقليدية في إعداد الموازنة العامة لسنة 2020م، وكانت مستويات الإنفاق المتوقعة هي نفسها لسنة 2019م في حدود 46 مليار دينار”، مستطردا أنه بعد إيقاف تصدير النفط، قدمت وزارة المالية مقترحا مخفضا للموازنة، ليكون مستوى الإنفاق 40 مليار دينار لسنة 2020م، بما لا يضدر بالمكون الرئيسي للإنفاق في التوظيف والمرتبات للعاملين في الدولة.

ولفت إلى إشكالية مازالت قائمة تمثلت في المظاهرات التي حدثت، فيما يتعلق بحقوق بعض الموظفين، والتعيينات التي تمت في السابق ولم يتم الإفراج عنها، بالإضافة إلى الإشكاليات في عمليات النقل والازدواج الوظيفي وغيرها، مؤكدا بدء المراقبة لعمليات الإنفاق العام حتى توفير مليار دينار خلال العام الماضي.

وبخصوص التعيينات الحكومية المعلقة، قال إن غالبيتها تمت بين عامي 2013 و2014م أي قبل مجيء حكومة الوفاق، وتتعدى 200 ألف تعيين، متابعا أنه في السابق الإفراج كان يتم من ديوان المحاسبة باعتباره جهة رقابة وبإمكانه تجاوز بعض القوانين والتشريعات، لكن ديوان المحاسبة أوكل المهمة في مرحلة معينة لوزارة المالية.

وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى