تقارير

9 سنوات من المأساة و”نكبة تاورغاء” كما هى.. رهينة في أيدي الميليشيات

لم تتغير الأمور كثيرا في ليبيا، لا تزال السيطرة على مقدرات الأمور في يد الميليشيات على اختلاف أنواعها. سواء كانت ميليشيات مصراتة، التي قامت بالمذابح والتهجير والقتل والاغتصاب، وغاصت أيديها في دماء أهالي “تاورغاء” في مثل هذا اليوم قبل 9 سنوات أو غيرها.

لكن الحسرة أصبحت في قلوب كل الليبيين، ولم تعد قاصرة على أهالي تاورغاء، بعد غياب النظام الجماهيري بأيدي من ساقوا مؤامرة رخيصة للقضاء على الوطن.

في مخيمات عدة، وعلى مدى سنوات طويلة، ذاق أهالي تاورغاء مرارة الغربة داخل الوطن ومرارة القتل والاغتصاب والتهجير، وعاشوا في مخيمات تمتد لعدة كيلو مترات. ورغم الحديث عن عودة أهالي “تاورغاء” إلى مدينتهم قبل أكثر من عام وعقد اتفاق مصالحة مع مصراتة. فالحقيقة على الأرض غير ذلك على الاطلاق. واتفاق المصالحة حبر على ورق، لأن الكثيرين من أهالي تاورغاء، لا يزالون خارج مدينتهم بعدما تحولت إلى مدينة أشباح بمعنى الكلمة. وعملت الميليشيات بعد خروج الأهالي منها وبعد ويلات تعرضوا لها، على تدمير شبكتات الخدمات العامة في المدينة فلا ماء ولا كهرباء ولا خطوط للهاتف ولا أي شىء. كما أن ميليشيات مصراتة، عملت على حرق بيوت أهالي تاورغاء وتدميرها وحرق بساتين النخيل التي كانت تتميز بها المدينة، في تعمد وحشي لعدم العودة مرة ثانية. وإذا قدر لبعض الأهالي العودة فهم يعانون بالفعل من غياب كل شىء.

9سنوات ولا تزال الفوضى حاضرة في ليبيبا، ولم تحاسب ميليشيات مصراتة على جريمتها. بل هم الموجودون في السلطة وكل ما حدث إجبار أهالي تاورغاء على توقيع اتفاق مصالحة حتى تضيع حقوقهم القانونية سواء في ليبيا أو خارجها.

ويكشف بعض أهالي تاورغاء، إن أصل الخلاف كان بسبب إعلان أهالي مدينة تاورغاء دعمهم التام للنظام الجماهيري، واتضح اليوم أنهم كانوا على حق تمامًا، وملايين الليبيين يندمون على التفريط في الوطن، وتساهلهم مع نكبة فبراير الأسود التي أضاعت ليبيا. لكن ميليشيات مصراتة لم تغفر هذا الموقف حتى اللحظة. وفي نفس الوقت وبخلاف العديد من معسكرات الميليشيات المنتشرة على حواف المدينة بحكم انها لا تبعد أكثر من 38 كم متر عن مصراتة.

 فلا يزال هناك تربص بأهالي تاورغاء، وطمع في ثروات مدينتهم وخيراتها سواء من أراضي زراعية او موارد مياه طبيعية غزيرة أو نفط.

وفق أهالي تاورغاء، فإن الطريق الوحيد للسلام في المدينة وليبيا كلها، يكمن في محاسبة قيادات الميليشيات التي انتهكت حرمة أهالي تاورغاء، وفتح تحقيق شامل فيما حدث بالمدينة والحصول على تعويضات مناسبة، وتفعيل القانون وبسط  سيادة الدولة الليبية في تاورغاء ومصراتة وغيرهما. أما دون ذلك فستبقى “تاورغاء” وسيقى أهلها رهينة في أيدي ميليشيات إجرامية سطت على الوطن وتتربص بالليبيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى