تقارير

النهر الصناعي العظيم في ذكرى إنجازه : أعظم مشروع مائي في العالم ومصدر حياة الليبيين لم يسلم من التخريب والعبث

تمر اليوم الذكرى السادسة والثلاثين للبدء في إنجاز النهر الصناعي العظيم، أضخم وأعظم مشروع مائي في العالم، حيث قام القائد الشهيد معمر القذافي في مثل هذا اليوم 28 أغسطس 1984 بوضع حجر الأساس لهذا الإنجاز في احتفال شعبي كبير بمنطقة السرير تزامن والاحتفالات الشعبية الكبرى بالعيد الخامس عشر لثورة الفاتح.
وبدأ تدفق مياه النهر الصناعي العظيم إلى خزان عمر المختار بسلوق في الثامن والعشرين من شهر أغسطس 1991.
وارتكز تنفيذ هذا المشروع الضخم على ثلاث مراحل وتمثل المرحلتان الأساسيتان منها، نهرين عظيمين يشقان الصحراء من جنوبها إلى شمالها ليلتقيا بالمرحلة الثالثة المتكونة من ثلاثة أجزاء تربط الآبار الواقعة بشمال الكفرة بأنابيب نقل مياه المرحلة الأولى بتازربو ومد خط من الأنابيب لنقل المياه ليربط خزان التجمع والموازنة في اجدابيا بمدينة طبرق، وربط المرحلة الأولى بالمرحلة الثانية عن طريق ربط خزان القرضابية بسرت مع منظومة المرحلة الثانية بمنطقة القداحية.
ويستند المشروع على نقل المياه العذبة عبر ىنابيب ضخمة تدفن في الأرض يبلغ قطر كل منها أربعة امتار وطولها سبعة أمتار لتشكل في مجموعها نهرا صناعيا بطول يتجاوز في مراحلة الأول أربعة آلاف كيلومتر تمتد من حقول آبار واحات الكفرة والسرير في الجنوب الشرقي وحقول آبار حوض فزان وجبل الحساونة في الجنوب الغربي حتّي يصل جميع المدن التي يتجمع فيها السكان في الشمال.
وتتجمع مياه فرع النهر القادم من واحات الكفرة والسرير عند وصولها إلى الشمال في خمس بحيرات صناعية معلّقة أقلها سعة أربعة ملايين متر مكعب وأكبرها سعة اربعة أضعاف هذا الحجم مملوءة بالمياه طوال العام.
وكشف المدير السابق للجهاز التنفيذي لمشروع النهر الصناعي العظيم المهندس عبد المجيد القعود، من أهم العوامل لتنفيذ المشروع:
1 – الاحتياج الشديد للمياه سواء للشرب أو الزراعة لأن عدد السكان في ليبيا يتزايد وخاصة بعد تحسن الأوضاع المعيشية وتوفر الرعايا الصحية منذ بداية السبعينات .
2 – رغبة القائد الشهيد في نقل تدريجي للكثافة السكانية من الشمال إلى الجنوب، وذلك عن طريق بناء مدن وتجمعات سكنية في مواقع التي تميزت بغزارة المياه في جوف أرضها كالسرير والكفرة ووديان فزان ومناطق جالو وأوجلة وقد بدأ بالفعل في أوائل السبعينات الإعداد لتجهيز مخططات مدن في السرير وواحات الكفرة وأيضا تجمعات سكنية علي امتداد قناة الصحابي حتي مشارف جنوب اجدابيا.
ولم يسلم “النهر الصناعي العظيم” الذي كان يصفه القائد الشهيد معمر القذافي، بالمعجزة الثامنة، من التخريب والعبث، مثل بقية مقدرات الدولة الليبية ما بعد نكبة 2011.
وتعرض النهر الصناعي العظيم منذ نكبة 2011 إلى سلسلة من أعمال التخريب طالت مضخات حقوله العديدة ومولداتها وأجهزة التحكم، ما أربك بشكل كبير في فترات عديدة تزويد مدن الساحل الكبرى بالمياه المتدفقة عبر أنابيب ضخمة من أعماق الصحراء في أقصى شرق وغرب ليبيا.
وأفاد جهاز النهر الصناعي العظيم، بأن عدد الآبار التي تم تخريبها والعبث بمحتوياتها وسرقة معداتها بلغ 96 بئرا، ما أدى إلى تعطلها تماما.
وتسببت الاعتداءات المتكررة على حقول آبار المياه بالنهر الصناعي العظيم، في عجز في الإمدادات المائية وعدم القدرة على تلبية احتياجات المدن والمشاريع الزراعية بالمياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى