تقارير

القادة مواقف.. القذافي يُجبر إيطاليا على الاعتذار بينما حفتر يبلع تهديداته مرة بعد أخرى

القادة مواقف، فالعظماء الذين تنجبهم الأمم، أمثال القائد الشهيد، معمر القذافي، صعب أن يتكرروا كثيرا على مسرح التاريخ. حتى وإن حاولت نسخا باهتة غبية تقليدهم ومحاولة ارتداء عباءاتهم الأصلية في بعض المواقف.

من بين المواقف المشهودة، التي يسجلها التاريخ، للقائد الشهيد معمر القذافي، موقفه من إيطاليا وإجبار الإيطاليين على الاعتذار علنا للشعب الليبي، عن الحقبة الاستعمارية التي قضوها في ليبيا وإجبارهم على دفع تعويضات بنحو 5 مليارات دولار لليبيين.

 في مقابل موقف باهت، قبل ثلاث سنوات، حاول فيه خليفة حفتر، أن يقف أمام الإيطاليين وهددهم علنا باستهداف السفن الإيطالية عام 2017، إن دخلت المياه الإقليمية الليبية بعد طلب حكومة السراج آنذاك، عدة قطع بحرية إيطالية واستجابت روما لها ووافق البرلمان الإيطالي لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

لكن سرعان، ما تراجع حفتر حتى أن إيطاليا آنذاك، أصدرت بيانا رسميا مهينا، قللت فيه من جدية تهديدات حفتر تجاه القطع البحرية الإيطالية وهو ما كان.

 ويسجل التاريخ هذه وذاك.

عندما قام رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلوسكوني، بتقديم اعتذار باسم الشعب الإيطالي إلى ليبيا عن الجراح الغائرة التي سببها الاستعمار الايطالي للشعب الليبي، والتزمت روما بدفع خمسة مليارات دولار إلى ليبيا، على مدى 25 عاما على سبيل التعويض عن الحقبة الاستعمارية.

وقال برلوسكوني آنذاك لدى وصوله الى بنغازي: إن الاتفاق يشمل استثمارات بمبلغ 200 مليون دولار سنويا لمدة 25 عاما كمساهمة في أعمال البنى التحتية في ليبيا.

ورد القائد الشهيد، معمر القذافي، بالقول: إنها ساعة تاريخية يوقع فيها الرجال الشجعان تعهدا بهزيمة الاستعمار وعدم تكراره ضد الشعوب الآمنة في ديارها، ويعلنون بصوت واضح ان الاستعمار مدان ومرفوض وان الشعوب لا تكره بعضها، وان للظلم ثمنا يدفعه الظالم للمظلوم.

وقبل وصول برلوسكوني إلى بنغازي،  لمقابلة القائد آنذاك، حطت طائرة شحن عسكرية ايطالية تنقل تمثالا بلا رأس ل”حورية شحات”، وهذا التمثال وهو بلا راس منحوت من الرخام، يعود تاريخه الى القرن الثاني بعد الميلاد. وقد عثر عليه في 1913 باحثون ايطاليون على الأراضي الليبية غبان فترة الاستعمار وأخذوه.

في المقابل وفي موقف باهت، 2017 كان قد هدد خليفة حفتر، بالتصدي لأية قطعة بحرية إيطالية تدخل المياه الإقليمية الليبية دون ترخيصه، بالتزامن مع إرسال إيطاليا قطع بحرية عسكرية، للبدء في تنفيذ طلب حكومة السراج. لمساعدة خفر السواحل على مكافحة الهجرة الغير قانونية داخل المياه الإقليمية الليبية.

 لكن سرعان ما بلع حفتر كلامه، ودخلت السفن الإيطالية ومن بعدها السفن التركية وغيرها وغيرها، دون أن يقدر حفتر على حماية السيادة الليبية والمياه الإقليمية الليبية كما ادعى.

في نفس الوقت وفي عهد الصغار، المتواجدين على الساحة الليبية، تراجع إنتاج شركة إيني الايطالية للنصف. وهى واحدة من الشركات العملاقة التي كانت تعمل في ليبيا، ومعلوم أن النفط يمثل 94% من إيرادات الدخل السنوي الليبي وهو مصدر حياة.

 وقبل نحو 8 أشهر، كشف الرئيس التنفيذى لشركة “إينى” ، إن إنتاج شركة النفط الإيطالية العملاقة فى ليبيا تراجع بمقدار النصف إلى نحو 160 ألف برميل يوميا، وذلك قبل إعلان الإغلاق التام لحقول النفط مارس 2020 الماضي.

 وقال كلاوديو ديسكاليزى: الوضع فى ليبيا شديد الصعوبة،  والإنتاج انخفض إلى ما بين 156 و160 ألف برميل يوميا تقريبا مقارنة مع 300 ألف برميل فى السابق، وتابع: ما يقلقنا هو الناس، فلدينا أكثر من خمسة آلاف شخص ونريد أن نعرف إن كان بمقدورنا دفع رواتبهم.

مع القادة الباهتين، الذين لا يعرفون غير القمع والفساد ضاعت ليبيا، بينما وقت القائد الشهيد، القذافي، أجبرت قوى عالمية مثل إيطاليا على الاعتذار وتقديم تعويضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى