تقارير

سلخ ليبيا من محيطها الأفريقي عمدًا أدى لتفاقم أزمتها.. أفريقيا على الهامش في الأزمة الليبية.. لماذا؟

وسط كل القوى الدولية الفاعلة والمتداخلة في الشأن الليبي، تبدو أفريقيا كما مهملا في القضية برمتها. بالرغم من أن ليبيا قضية عربية- أفريقية في الأساس، والأوضاع المتأزمة في ليبيا تهم دول الجوار العربية والأفريقية المتداخلة معها في الحدود.

ومن المفارقات أنه في الوقت الذي قام فيه القائد الشهيد، معمر القذافي، بوضع بذرة الاتحاد الأفريقي، وكان يعتبر ليبيا قطعة من أفريقيا، وأفريقيا في قلب السياسات الليبية، وخير مدافع عن أفريقيا وقضاياها، وصوت التحرر والاستقلال الأفريقي على مدى عقود. إلا أنه جرى استبعاد أفريقيا تماما من المساهمة في حل الأزمة الليبية أو الاقتراب منها.

يرى مراقبون، أن قوى الاستعمار وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تعمدتا منذ البداية، قطع أواصر العلاقات الأفريقية- الليبية، والقضاء على إرث الزعيم الخالد والقائد الشهيد، معمر القذافي، وكانت ولا تزال تعلم هذه القوى، مدى التقدير الذي يكنه القادة الأفارقة للقائد الشهيد، معمر القذافي رحمه الله، وربما لو ظهر الدور الأفريقي من بدايات الأزمة لما كان هذا حالها اليوم،

 من جانبه، ناشد وزير الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي التشادي، أمين أبا صديقي، مجلس الأمن، تحمل مسؤوليته ووضع حد للتدخلات الخارجية في ليبيا التي تعرقل الحوار السياسي.

وطالب أبا صديقي، في كلمة له نيابة عن الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو، خلال الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، باستمرار وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي أعلنه كل من رئيس المجلس الرئاسي للحكومة غير الشرعية فايز السراج، ورئيس مجلس نواب شرق البلاد عقيلة صالح.

ودعت تشاد، جميع الليبيين إلى احترام وقف إطلاق النار، والمشاركة بحزم في عملية مفاوضات شاملة تؤدي إلى مصالحة وطنية حقيقية.

يأتي هذا فيما كانت قد رفضت دول إفريقية عدة، قبل نحو يومين،  تسمية البلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي يشغل حاليا منصب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا

وعلق دبلوماسي إفريقي في الأمم المتحدة، لسنا ضد أحد لكن نريد إفريقياً لتولي هذا المنصب!

وهذه النقطة بالتحديد، الخاصة بتعيين مبعوث أممي جديد لليبيا تظهر مدى عمل القوى الاستعمارية وخصوصا في مجلس الأمن على إبعاد أفريقيا عن أزمة ليبيا.

وإزاء الأوضاع المتفاقمة وغرق البلاد في الفوضى ودخولها مرحلة انتقالية، بعد أخرى وعدم القدرة على السيطرة على البلاد أو حل مشاكل ملايين الليبيين، اعترفت البعثة الأممية مؤخرا بأن أنصار لنظام الجماهيري، يمثلون ركيزة أساسية في المشهد الليبي، وقد زاد وضوحها في ظل استمرار حالة الفوضى والصراعات التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

واضطرت الأمم المتحدة، أن تعترف بالخطأ الجسيم الذي ارتكبته في حق أنصار النظام الجماهيري، حين طالبت صراحة على لسان مبعوثتها الى ليبيا ستيفاني ويليامز، بضرورة تشريك أنصار النظام في المسار السياسي في ليبيا.

وقالت ويليامز،أن أبرز فجوات اتفاق الصخيرات هو استبعاده أنصار النظام الجماهيري في ذلك الاتفاق، مؤكدة أنهم لديهم وجود ملحوظ على الأرض، ومثلما اعترفت الأمم المتحدة متأخرة وبعد سنوات من الخراب، بالدور الملحوظ لأنصار النظام الجماهيري وضرورة اشراكهم للخروج من النفق، فسوف تضطر – كما يرى مراقبون، إلى الاعتراف بضرورة اشراك الاتحاد الأفريقي في الحل السياسي في ليبيا، لأنه لا يمكن سلخ ليبيا عن محيطها العربي والأفريقي وتقديمها من جديد هدية للمستعمرين وهذه هى ثوابت السياسة الليبية.

من جانبه أكد موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، على ضرورة استمرار الحوار الليبي بين الفرقاء في المغرب وغيره، أملا في الوصول إلى نهاية للأزمة الليبية المستعصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى