تقارير

برلين الأول انتهى بكارثة التدخل التركي السافر وبرلين2 أغفل ذكر المرتزقة.. ما القادم في ليبيا؟

قبل 10 أشهر من الآن، وعندما عقد مؤتمر برلين الأول في يناير 2020، تخيل الليبيون وغيرهم، أن المؤتمر الذي شاركت فيه مختلف الدول المتداخلة في الشأن الليبي، أنهم سيمتنعون عن مواصلة تدخلاتهم بالشكل السلبي الداعم للفوضى وإغراق ليبيا بالسلاح.

لكن للأسف تمخض “برلين الأول”، وخرج بكارثة،فقد اشتد الصراع العسكري بعده على حدود العاصمة طربلس، بين قوات الكرامة من ناحية وميليشيات السراج من ناحية أخرى، وزاد التدخل التركي في الصراع بشكل غير مسبوق، ووصلت ليبيا خلال ال10 أشهر هذه عشرات الأطنان من السلاح!

وكان “برلين الأول” شؤوم على ليبيا بمعنى الكلمة في تداعياته.

وجاء مؤتمر برلين 2، والذي اختتم أعماله قبل ساعات، ولا يرى مراقبون نتيجة ايجابية واحد خرجت منه أو توصية ذات قيمة، وعندما أرادت المانيا قبل عدة أيام أن تنشر تقريرا ينتقد الجهات التي تخترق حظر السلاح إلى ليبيا قوبلت بعنف في مجلس الأمن من قبل روسيا والصين!

 

والسؤال.. ما الجديد الذي قدمه مؤتمر برلين 2 للقضية الليبية؟

 

وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، في واحدة من اقوى الكلمات التي تخلت عن الدبلوماسية وواجهت الجميع بالحقائق، إن هناك 9 دول متداخلة في الأزمة الليبية وجميعها يجب أن تتوقف عن تدخلاتها ودعمها بالسلاح، فهذا أمر مدمر بالنسبة لليبيين ولسيادتهم ونسعى لاستعادتهم السيادة، ولتكون هناك عملية سياسية تنهي الصراع وتفضي إلى انتخابات حقيقية.

وأضافت ويليامز، إن هناك اختراقات تم الحديث عنها من بعض الدول بعد مؤتمر برلين، واستمرت شحنات السلاح من ذات الدول المشاركة بالمؤتمر، مؤكدة أنه لابد من وضع ضغوط على الذين ينتهكون حظر تصدير السلاح، وعلى لجنة العقوبات أن تقوم بواجبها، وفق قرار مجلس الأمن. وشددت ويليامز، ليبيا ليست بحاجة إلى مزيد من السلاح، فليبيا غرقت بالسلاح، وهذا يشكل خطرا وتهديدا حتى على الدول المجاورة، علينا أن نحول التدخلات السلبية إلى إيحابية، ويجب الإسراع في مسار التفاوضات وأظن أن الليبيين جاهزين لهذا الأمر.

وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، ستظل هى السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدما نحو استقرار ليبيا. وشدد “ماس” على التزام المشاركون مرة أخرى اليوم بجهود الوساطة وأشكال الحوار الخاصة التي ترعاها الأمم المتحدة.

 فيما جاء البيان الختامي لـ”برلين 2″ باهتا بمعنى الكلمة، حيث رحب المشاركون باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2542 لسنة (2020م)، والذي ينص على تعيين الأمين العام مبعوثًا خاصًا جديدًا ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وكذلك منسقًا للبعثة، دون أن يكون هناك تحركا جديًا في هذا الملف المتجمد. وسلط المشاركون، الضوء على حاجة أصحاب الشركاء الإقليميين والدوليين للعمل معًا لمساعدة الليبيين في إيجاد تسوية سياسية دائمة، مُرحبين بالجهود المستمرة التي تبذلها المنظمات الإقليمية للمساهمة في جهود السلام الجارية في ليبيا.

وخلا بيان “برلين2″من الدعوة بشكل صريح، لخروج المرتزقة من ليبيا وفق جدول زمني، ومن جانب كافة الدول التي دفعت بهذه العناصر لليبيا.

ويرى مراقبون، أن “حشر” مؤتمر برلين2 بخصوص ليبيا لم تكن له أهمية سياسية حقيقية، وهناك مسارات في بوزنيقة واستعدادات لجنيف. كما أن توصياته وقرارته لم تكن على المستوى المرتقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى