تقارير

إلى أين يذهب باشاغا بداخلية السراج؟ اتفاقات مع الأمريكان والإنجليز وظهير ميليشياوي ضخم يسنده

يمثل وجود فتحي باشاغا، وزير الداخلية المفوض بحكومة السراج غير الشرعية، في المشهد الليبي مشكلة كبرى. ليس فقط لأنه منسق عمليات الناتو على الأرض وقت نكبة فبراير 2011  وهو بذلك يمتلك تاريخًا من العار لن يمحيه الزمن، وليس فقط لأنه يحتفظ بعلاقات مريبة مع كل القوى الاستعمارية في ليبيا ومرشح جهات عدة، لشغل منصب سيادي أكبر خلال الفترة القادمة، لأنه باختصار ورقة الصهيوني برنارد ليفي وورقة فرنسا وأردوغان ايضا، والذي سبق أن تواطا معه في الانقلاب على فايز السراج، قبل أن يقوم السراج بإيقافه عن العمل.

 فكل هذه الاسباب تجعل باشاغا شخصية ليبية “مريبة”، محسوب على ليبيا زورا وبهتانا ولكن لأن له رؤية للشرطة الليبية أقل ما يقال فيها إنها “ميليشياوية” وليس العكس كما يدعي.

والعالمون ببواطن الأمور، واعون تماما ان معركة باشاغا مع ميليشيات طرابلس ليست كرها في العصابات المسلحة، فهى التي أرجعته لمنصبه ولا ينسى أحد دخوله طرابلس بموكب فيه ما لايقل عن 300 سيارة واستقباله بعشرات الآليات المسلحة فور وصوله “مصراتة” قادما من تركيا في أعقاب إيقافه عن العمل.

 فباشاغا يريد أن يشكل “شرطة ليبية” على هواه، يكون جسدها بالكامل من الميلشيات التي تسانده نحو تحقيق أطماعه واستمرار بقاؤه.

 وخلال الساعات الأخيرة، تفجر جدل كبير حول “شرطة السراج” والتي يهيمن عليها باشاغا، بعدما تفجر اسئلة كثيرة حول الشركة الأمريكية التي أعلن باشاغا التعاون معها وقال: “وقعنا مذكرة تفاهم مع شركة(k2Intelligence)  الأمريكية، في مجال النزاهة المالية ومكافحة تمويل الإرهاب أولوياتنا في التعاون معهم ستكون في رسم استراتيجية وطنية لمكافحة تمويل الإرهاب، وغسيل الأموال، وتعقب شبكاته، وكذلك تدريب وتجهيز وتأهيل قسم بالوزارة يعني بهذه الأمور”!

مراقبون تساءلوا عن حقيقة العقد الأمريكي بالفعل، وهو هو فعلا للتدريب ووفق ماروج باشاغا؟ أم أنه تم تسليم “الداخلية الليبية” للشركة المذكورة في إطار صفقة سياسية ما مع الأمريكان يضعون من خلالها أيديهم على وزارة الداخلية.

المثير أن باشاغا لم يكتف باتفاقه من الشركة الأمريكية، ولكنه بعدها مباشرة التقى، بمندوبين شركة روز باتنز الإنجليزية للإستشارات الأمنية من أجل الهيكلية الجديدة للوزارة والتدريب والتطوير!

أي اليوم مع الأمريكان لتطوير الداخلية الليبية وغدًا مع الانجليز لنفس الغرض!!

في نفس الوقت فإن اتفاقات باشاغا مع الأمريكان والانجليز لا تلغي تفاهاماته مع أبرز الميليشيات الليبية، فقد كشف الخلاف الأخير مع السراج رئيس الحكومة غير الشرعيةعن ظهير عسكري ميليشياوي ضخم يقف خلف باشاغا تقوده مدينة مصراتة، معقل تنظيم الإخوان، ومن أبرز هذه الميليشيات، “ميليشيا حطين” و«ميليشيا166»  و«ميليشيا الصمود» و”لواء المحجوب” و”القوة الثالثة” و”شريخان” و”طاجين”.

وتعتبر بالعموم، ميليشيات مصراتة، أكبر قوة في مدن الغرب الليبي، وتمتلك أكثر من 17 ألف عنصر وآلاف العربات المسلحة ومئات الدبابات، وعشرات الطائرات العسكرية إضافة إلى مخازن للأسلحة، ووتتلقى دعما كبيرا من تركيا.

علاوة على أنه مدعوم من “كتيبة المرسي”، التي قام بتشكيلها وشارك بها في هجوم ميليشيات “فجر ليبيا” على العاصمة طرابلس عام 2014.

والخلاصة باشاغا الذي يلعب “البيضة والحجر” كما يقولون من خلال منصبه على رأس داخيلة السراج يؤسس لمستقبل غامض في ليبيا، ولن يخرج من المشهد بسهولة وربما لن يسلم حقيبته في الداخلية للحكومة الجديدة، الا إذا ضمنها من جديد في الحكومة القادمة أو كان هو رئيس وزرائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى