تقارير

بـ”تحالفات تركية مشبوهة” أو “فرنسية مجهولة”.. باشاغا واصل مساعيه عبر باريس للفوز برئاسة الحكومة القادمة

انتهت زيارة فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج إلى فرنسا منذ ساعات قليلة، لكن لم تنته الأسئلة بشأنها والاتفاقات التي تمت في زخمها. خصوصا وأنها أثارت جدلا شديدا على الساحة الليبية، ليس فقط لأن فرنسا من أعتى أعداء الدولة الليبية وكانت سببا رئيسيا للخراب والدمار في ليبيا، على مدى 10 سنوات كاملة، ولكن لأن الهدف الحقيقي هو محاولة باشاغا الالتفاف من خلالها على إرادة الليبيين بالتفهم على المنصب الجديد.

وكما تردد فإن لقاءات باشاغا في فرنسا، لم يحضرها سفير حكومة السراج غير الشرعية في باريس وكانت خاصة جدا.

وبحسب تقرير نشره موقع “إذاعة فرنسا الدولية”، فقد وصل فتحي باشاغا في 18 نوفمبر الجاري إلى باريس، واستقبله في اليوم التالي لزيارته، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ونظيره جيرالد دارمانين، كما عقد اجتماعات أخرى في وزارة الدفاع قبل مغادرته العاصمة الفرنسية. وقال التقرير عن باشاغا، إنه سياسي من الوزن الثقيل في طرابلس، وأحد اللاعبين الأساسيين في المشهد الليبي.

وتساءل التقرير وهذا هو “لب الحديث”:هل تحاول فرنسا باستقبال باشاغا الرجل التركي وأحد الرجال الأساسيين في ليبيا، استعادة نفوذها في طرابلس؟ مشيرًا إلى أن المحادثات المتعددة مع باشاغا في باريس جزء من اتصالات أوسع مع الليبيين.

وتابع تقرير “فرنسا الدولية”، إنه في الوقت الذي تواجه فرنسا اتهامات بالانحياز في ليبيا ل”حفتر”، في مواجهة حكومة السراج غير الشرعية، فقد أشار لودريان، إلى دعم فرنسا للعملية السياسية، واستمرار الحوار الليبي لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

وكشفت مصادر ليبية، أن باشاغا والذي اصطحب معه عددا من الشخصيات من “مدينة مصراتة” لزيارة فرنسا، كان ولا يزال هدفه الأساسي، إقناع فرنسا بالضغط على شرق ليبيا للقبول به رئيسا للحكومة خلفا لفايز السراج بعد فشله في بلورة توافق حوله خلال ملتقى الحوار الليبي الذي جرى مؤخرا في تونس.

وحظيت زيارة باشاغا لفرنسا، والتي تمت بدعوة رسمية بمتابعة سياسية واسعة، خلصت جميعها إلى أن الرجل الطامح للسلطة يسعى لخلق حزام دولي داعم لطموحاته، من خلال بناء جسور مع القوى المتدخلة في ليبيا.

وقال خبراء، إن باشاغا يلعب سياسيا لمصلحته بكل ذكاء، وهو يدرك أن الرهان فقط على أنقرة لتحقيق ما يصبو إليه لن يؤتي أكله، وهو ما يجعله يسعى للتقارب وتحسين علاقته مع جميع المتداخلين واللاعبين في ليبيا بضوء أخضر تركي، وهو ما ذهبت إليه قراءات سياسية عديدة.

فيما علقت صحيفة “الجارديان” البريطانية، على زيارة باشاغا إلى فرنسا، بأنها أثارت الجدل في صفوف بعض الليبيين الذين اعتبروها خيانة.

وشددت “الجارديان” في تقريرها، إذا نجح باشاغا، المصرّ على تقديم نفسه بوصفه داعماً للتعددية الديمقراطية في ليبيا، في الحصول على الدعم الفرنسي، أو على الأقل تقليل الاعتراضات عليه، فإن هذا سيعزز فرصه في قيادة ليبيا نحو الانتخابات خلال العام المقبل. وأضافت أن عمق المناقشات الفرنسية مع باشاغا كان لافتاً

وأكد وكيل وزارة الخارجية الأسبق بالحكومة المؤقتة، حسن الصغير، إن زيارة باشاغا لفرنسا لها أهداف شخصية غير مرتبطة بكونه وزيرا بحكومة السراج. وأضاف في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن لقاءات باشاغا لم يشارك فيها سفير حكومة السراج في باريس، مضيفا أن زيارته لفرنسا، لا علاقة لها بليبيا بل بشخص باشاغا وطموحه.

وسبقت زيارة باشاغا إلى فرنسا، زيارة أداها إلى مصر قبل نحو أسبوعين في محاولة لرفع أسهمه في القاهرة وتخفيف توجساتها من قربه للمحور القطري – التركي. خاصة أنها جاءت بعد أيام من زيارة أجراها إلى قطر وقّع خلالها اتفاقية تعاون أمني مع  

الدوحة في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف نهاية الشهر الماضي.

ووصف الباحث السياسي، عبد الحميد النعمي، زيارة باشاغا بـ “الشطحات” و”الانتحار”، وقال النعمي، إن زيارة باشاغا إلى فرنسا وتوقيع اتفاقية أمنية معها في الوقت الذي تنشط فيه الساحات العربية والإسلامية بالاستنكار والتنديد بالمواقف العنصرية والمعادية للإسلام للرئيس والحكومة الفرنسية، تصرف متهور وغير محسوب من باشاغا.

ويرى خبراء، أن زيارة باشاغا لباريس تعزز التوقعات بوجود توجه إقليمي ودولي يدعم توليه إما رئاسة الحكومة القادمة، أو الفوز برئاسة المجلس الرئاسي الجديد.

ووسط هذا وذاك فالواضح أن هناك اصرارا من باشاغا، على الوصول للمنصب بأي طريقة كانت سواء جاءت هذا عبر تحالفات “تركية مشبوهة” او “تحالفات فرنسية” أو بأي طريقة ولا يعلم المحللون. ماذا سيكون الوضع لو خرج باشاغا من لعبة المناصب والمحاصصة القادمة؟ كي سيتصرف مع الحكومة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى