تقارير

إغلاق المخابز في “سرت” بحجة نقص الوقود.. عقاب جماعي لمدينة الصمود من قبل طرفي الصراع

بسبب موقفها الوطني المشهود خلال نكبة 2011 وتمسكها بالنظام الجماهيري، وتأكيدها أنذاك وإلى اليوم، أن ما يحدث بحق ليبيا “مؤامرة رخيصة” يقودها خونة ومرتزقة فبراير، لا تزال “سرت” مدينة الصمود تواجه العقوبات من قبل طرفي الصراع وكأنه لا حق للحياة لأكثر من 100 ألف مواطن ليبي يعيشون في سرت.

آخر مراحل العقاب الإجرامي ويعتبر جريمة حرب سافرة، إغلاق المخابز في “سرت” بحجة نقص الوقود “النفطة” اللازم لتشغيل المخابز، وهى حجة فجة سافرة من جانب الحاقدون على سرت، والكارهون لصمودها. فهل يعقل أن تكون ليبيا بلدا يعوم على النفط ولا تجذ مخابز مدينة واحدة فيها وقودا للتشغيل!

 وخلال اليومين الماضيين، يعاني المواطنون في  “سرت” من استمرار أزمة نقص الوقود، الأمر الذي تسبب في إغلاق معظم المخابز، وتعاني العديد من القطاعات في المدينة من هذه الأزمة المستمرة منذ فترة طويلة، رغم الوعود بحلها بشكل جذري.

وأثرت أزمة الوقود على المخابز أخيرا، ومن قبلها المرافق الصحية ومحطات الكهرباء وغيرها من المؤسسات والمرافق الحيوية، وهو ما خلق “معاناة يومية” لعشرات الآلاف من المواطنين في سرت.

والحاصل، وفق مواطنون ليبيون، أنها ليست أزمة نقص وقود أو غيره من الخدمات، ولكن “عقاب جماعي” لأهالي سرت تحت أي حجج واهية.

 وهو ما ظهر في حوار مع مديرة لجنة الأزمة في حكومة السراج، عند سؤالها عن سبب عدم تقديم المواد والأجهزة اللازمة لمواجهة  وباء كورونا في “سرت”، وكواحدة من الخدمات المنعدمة في المدينة، رغم توفرها لدى الوزارات والأجهزة الرسمية. وكما تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي..

وكانت السيدة قد عرضت في منشور لها، صوراً لطائرة تحمل شحنة مساعدات تركية من بينها جهازي pcr  الخاص بالكشف عن كورونا.

 وبمواجهتها: ياريت تبعثوا جهازا لمدينة سرت بدلاً عن الأسلحة والذخائر

مديرة لجنة الأزمة في حكومة السراج: “سرت” مش تحت سيطرتنا اللي “خشلها بالمرتزقة يقدروا يدعموها”!

لما كانت تحت سيطرتنا دعمناهم بكل ما استطاعت وزارة الصحة

وواصلت: “واللي يبيها مرتع للحروب يتحمل مسؤليتها”

وأضافت في حقد واضح على سرت وأهلها، وتشفي في أوضاعها: الغزاة والمرتزقة عليهم تسوية الأمر!

وبالرد عليها وفق الحوار المشار اليه: لكن هذه مدينة ليبية ممتدة على الساحل يقطنها قرابة 100 ألف ووزارة الصحة لا تتجمل عليها بشيء، ويفترض توفر للسكان كل احتياجاتهم  زي أي مدينة أخرى

مديرة لجنة الأزمة: نعم مدينة ليبية ولها كل الاحترام، لكن لم تحتضن مرتزقة وغزاة كانوا السبب في دمار العاصمة طرابلس وتشريد وقتل اهلها فهذه هي النتيجة!

-تحتضن!

أمالا تعاقبوا فيها!!!

مديرة لجنة الأزمة: لا مش عقاب، لكن كل واحد يتحمل نتيجة أخطاؤه!!

ويكشف الحوار، الذي جاء من قبل مديرة الأزمة في لجنة السراج، أن القضية ليست نقص موارد أو مقدرات ولكن تشفي في “سرت” وعقاب جماعي لأهلها والعمل على تجويعها وكسر إرادتها.

 وكان قد اعتبر رئيس المجلس التسييري لبلدية سرت، سالم عامر، أن سرت مدينة “منكوبة”، وأكد عامر، أن بلدية سرت ومجلسها تسلما المهام وفقا لقرار مجلس الوزراء بالحكومة الموقتة يوم 6 يناير 2020، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تقدم الحكومة الليبية أي ميرانية أو دعم أو مساعدة لبلدية “سرت”.

وأضاف عامر، إن “مدينة سرت” تعاني شح الإمكانات وتردي مستوى العمل اليومي للجهات الحكومية، لأنها لم تحصل على أي دعم مالي”. ولفت عامر أن الحكومتين لم تقدما أى دعم أو تعويضات مالية لأصحاب المساكن المدمرة والمتضررة.

وبعد هل تتدخل البعثة الأممية، لإنهاء هذه المهزلة الإنسانية ومعاقبة من يفرضون عقابا جماعيا على 100 ألف مواطن ليبي في “سرت” أم هو الصمت تجاه مدينة الكبرياء والصمود في ليبيا حتى تكسر إرادتها ويقبل أهلها بالمذلة والهوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى