تقارير

دعاية هائلة لاستقلال فارغ 1951.. إدريس كان عميلا والقواعد العسكرية ظلت باقية حتى طردها الفاتح سنة 1970

الدعاية الهائلة التي تقوم بها حكومة السراج غير الشرعية، لما يسمى بعيد استقلال ليبيا 24 ديسمبر 1951 لن تنطلي على الليبيين. الذين يعرفون حقيقة “إدريس السنوسي”، وما يتردد عن عصر الملكية المزعوم.

ويرى ليبيون ومراقبون، أن التهليل لعيد استقلال ليبيا المزعوم، لن ينكر حقيقة هذا اليوم، فما حدث كان استقلالا شكليا لا يمت للاستقلال الحقيقي بصلة. لأن ليبيا بقيت مرتبطة بالاستعمار سياسيا واقتصاديا. كما بقيت القواعد الاستعمارية حتى مجىء ثورة الفاتح سبتمبر 1969 والتي قادت ليبيا للاستقلال الحقيقي، حيث كانت هناك في عهد السنوسي عشر قواعد معلنة وأخرى غير معلنة.

وكل هذا لم ينته وظل جاثما فوق صدور الليبيين حتى قام القائد الشهيد معمر القذافي، بطرد القواعد البريطانية والأمريكية والإيطالية عام 1970 أما ما يقال غير ذلك فهو “إفك مبين”. ودعاية خادعة تريد أن تزور التاريخ وأن تصور مكاسب لليبيا خلال الفترة الملكية على غير الحقيقة.

علاوة على ذلك، فإن هناك من يريدون الربط بين وجود الاستعمار والازدهار في ليبيا على الدوام.

 فليبيا في ظنهم كانت مزدهرة والاستعمار جاثم فوق صدرها وقت ادريس السنوسي!

وليبيا اليوم في طريقها للازدهار في ظل السراج والاحتلال التركي؟! معادلة غريبة لا يقبلها إلا العملاء!!

وكانت قد أظهرت صور لحملات أمنية تتضمن سيارات شُرطية ومرورية، في حالة من التأهب والاستعداد لتأمين السفراء والبعثات الدبلوماسية بالساحة الخضراء (ميدان الشهداء). في اطار الاستعدادات للاحتفال بما يسمى بعيد الاستقلال.

وعلق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، على الذكرى الـ69 للاستقلال المزعوم، مدعيًا بأن الآباء والأجداد بذلوا الغالي والنفيس من أجل تحقيقه، متجاهلاً ما تشهده ليبيا من تدهور للأوضاع على مدار 10 سنوات، واحتلال أجنبي جديد وعودة للقواعد العسكرية التركية.

وقال السراج، في كلمته خلال احتفالية “الاستقلال المزعوم”، إن تضحيات الشهداء الأبرار ستبقى خالدة في صفحات التاريخ وذاكرة الوطن وحاضرة في وجدان أبنائهم.

وتذكّر ما وصفها بـ”بطولات الأبناء” في مكافحة الإرهاب وتحرير سرت، قائلا إن ليبيا تواجه تحديات ومخاطر متعددة تدعو للم الشمل والتكاتف وتوحيد الصفوف

وعبر السراج عن أمنياته، في أن تمر هذه الذكرى في العام المقبل. وليبيا تعيش عرسًا ديمقراطيًا يقول فيه الشعب الليبي كلمته عبر انتخابات برلمانية ورئاسية.

وتأتي احتفالات عيد الاستقلال “المزعوم”، في ظل الأوضاع التي وصلت إليها ليبيا منذ مؤامرة 2011م، حيث باتت تتصدر كل مؤشرات التدهور والسلبية، وهو ما دفع الكثيرين إلى إعلان سخطهم الممزوج بالسخرية من الواقع المأساوي، مستنكرين إعلان حالة الاحتفال في ظل الاحتلال الذي تعيش تحته البلاد، والتدخلات الأجنبية وانتشار المرتزقة والعمالة للخارج، ونهب الثروات.

وقال وزير خارجية السراج، محمد طاهر سيالة في كلمة له على موقع الوزارة على فيس بوك، إذ نبارك لشعبنا العظيم هذه الذكرى. فإننا نستحضر العمل الدؤوب والطريق الذي سلكه المؤسسون من أجل بناء هذا الكيان الليبي، وبناء الإنسان ما جعل بلادنا تحتل مكانة جديرة بالاحترام بين دول العالم!!!

وأضاف؛ لذلك وجب أخذ العبر واقتفاء سيرة أولئك المؤسسين والاستفادة منها للخروج ببلادنا اليوم مما هي فيه والوصول بها إلى بر الأمان من خلال تظافر الجهود لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة.

وبالطبع لم يقل “سيالة”، أي احترام تتبوأه ليبيا بين العالم اليوم، وهى في ظروف متردية ومتدنية للغاية ومليئة بالميليشيات والعملاء.

وقدم وزير العدل السابق، فيما سمي بالمجلس الانتقالي محمد العلاقي، “الهدية” لهم بشكل موجز، وقال في صفحته على “الفيس بوك”، أهنئكم بذكرى عيد الاستقلال، لكن إن كان في ذاكرتكم معنى لهذا العيد فقط قولوا للقواعد الأجنبية ارحلوا شعباً وحكومةً.

أي انه احتفال مهترىء وغير ذي معنى. ومن نظموه تلاحقهم “السخريات” لأن وجود نحو 20 الف مرتزق في ليبي ووجود قواعد عسكرية تركية ينسف معنى الاستقلال.

والكارثة، أن أقطاب العمالة والخيانة للغرب والذين أحيوا يوم 24 ديمسبر كعيد “استقلال ليبيا” من الاستعمار الايطالي. هم أنفسهم الذين أعادوا الاحتلال التركي لليبيا باتفاقيات عسكرية وأمنية وآلاف المرتزقة الموجودين فيها.

وكتب الدبلوماسي السابق، إشتيوي مفتاح محمد الجدي، عما يسمى بعيد الاستقلال، بأن ما حدث في عام 1951أن المستعمرون أعطوا البلاد “المستعمرة” على غرار ليبيا مايسمى بالاستقلال، وذلك انهم سلموا الحكم لفئات تعلمت في مدارس أرسالياته وتشربت ثقافته لكن لم يتغير الحال كثيرًا بعد هذا “الاستقلال المزيف”.

وواصل الجدي، في مقال سابق له بخصوص المناسبة، أنه في ظل القوات والقواعد العسكرية الأجنبية، فقد رجعت ليبيا التي كان من المفترض انها تتمتع باستقلالها إلى الاحتلال العسكري المباشر. علاوة على ربط اقتصاد البلاد بتلك الدول الاستعمارية من خلال بنك روما والشركات النفطية الامريكية والبريطانية والايطالية والفرنسية، ومائة وعشرة الآف المستوطنين الطليان الفاشيست الذين كانوا يستولون على قطاعات الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة. فعن أي استقلال يتكلمون؟

وشدد الجدي، على أن الاستقلال الحقيقي لليبيا، إنما بدأ يتحقق مع قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969التي أطاحت بالحكم الملكي السنوسي العميل.  مؤكدا أن يوم الاستقلال الحقيقي لليبيا، هو يوم قيام ثورة الفاتح على يد القائد الشهيد، معمر القذافي وبشكل نهائي بطرد القواعد البريطانية في مارس 1970 والقواعد الأمريكية في يونيو1970 وبقايا المستوطنين الطليان في أكتوبر1970.  

وتحت عنوان، الاستقلال الليبي 1951.. إنشاء دولة عميلة، فند المؤرخ الأمريكي المعروف البرفسور وليم روجر لويس هذه المزاعم، وقال في كتاب له بهذا العنوان.

إن الإنجليز يعترفون في وثائقهم، بأن سليل الفاتحين إدريس كان “جبانا رعديدا”، لا يملك الشجاعة الأخلاقية و لم يكن شخصية قيادية. لكن لم يجدوا عميلا أخر افضل منه لينصبوه على البلاد. وأن هناك صراعا بين الإنجليز والأمريكان على من يستنزف ليبيا اقتصاديا. فالإنجليز أرادوا ضمها إلى منطقة الإسترليني والأمريكان أرادوا ضمها إلى منطقة الدولار. والإنجليز هددوا المبعوث الأممي بالسحق اذا عرقل دخول ليبيا في منطقة الإسترليني انذاك.

والخلاصة “استقلال ليبيا” الحقيقي، يوم قيام ثورة الفاتح سبتمبر 1969 ويوم طرد القائد الشهيد معمر القذافي كل القواعد الأجنبية من ليبيا عام1970.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى