الأستاذ رمضان عبد السلام يوجه رسالة مفتوحة إلى الليبيين و حوار جنيف حول الانتخابات المقبلة

وجه الاستاذ رمضان عبد السلام، رسالة مفتوحة الى الليبيين حول الانتخابات المقبلة والترشح من خلالها ونظام القوائم، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وإلى نص المنشور:
بعد إجتماع سرت إذا أثمر؛
رسالة مفتوحة إلى الليبيين و إلى حوار جنيف :
هناك شيئان يهددان استعادة الليبيين لدولتهم؛ هما :
1 – مشروع دستور صلالة إذا أُجيز ..
2 – القاعدة الدستورية التي يتولى حوار ال (75) في جنيف إعدادها ..
الكلام في مشروع دستور صلالة مؤجل في الوقت الحاضر؛ بفرض نجاح ال (75) في إعداد قاعدة دستورية تجري الانتخابات العامة القادمة – اذا جرت – على اساسها .
عن القاعدة الدستورية:
إذا صيغت القاعدة الدستورية على اساس ان تكون الانتخابات فردية و مباشرة فلن يكون هناك اي عائق أمام الليبيين في استعادة بلادهم الا سلبيتهم. تكفي مشاركتهم الواسعة في الانتخابات و اختيار ممثلين وطنيين اكفاء لحسم الأمر؛ فإذا لم يفعلوا ذلك فلا يلوموا إلّا أنفسهم ..
اما اذا صيغت القاعدة الدستورية على اساس ان تجري الانتخابات بنظام التمثيل النسبي ( نظام القوائم الحزبية) فإن ليبيا ستعيش أسوأ من نموذج العراق لزمن طويل، أو تكرر العشرية الفائتة الأسوأ من النموذج العراقي لأزمان. ..
ليست خطورة نظام القوائم في ذاته، و لا لأن البلاد سيحكمها حزب بموجبه، فمعظم “نخبة الليبيين المتنورة” أميل إلى حكم الأحزاب ، بالذات الذين يسعون للحكم.
لكن إحتساب الأصوات* في نظام القوائم أو التمثيل النسبي هو الخطر؛ لأنه يتم بمعادلات رياضية تستبعد اصوات كثيرة بالذات في مدن الدواخل و القرى و الأرياف الخاسر الأكبر فيما جرى في ليبيا، لتظل خاسرة ربما إلى الأبد ..
طريقة احتساب الأصوات في نظام التمثيل النسبي تؤدي إلى وصول الأحزاب الكبيرة فقط للحكم ، أو وصول الأحزاب الصغيرة المتآلفة ..
حكم الأحزاب الكبيرة يعني حكم الرؤية الواحدة .. دينية أو غيرها . يمكن ان تكون تركيا الآن نموذجا له..
حكم الأحزاب الصغيرة (بالتآلف) يعني انشغال الاحزاب بخلافاتها اليومية على اقتسام الحكم. يمكن أن تكون إيطاليا إلى وقت قريب و الإسرائيليون منذ اكثر من عقد نموذجا له و اللبنانيون منذ طائف طوائفهم و يجوز أن تُضاف تونس كذلك …
و للتقريب أكثر: نظام القوائم أو التمثيل النسبي هو الذي انتج المؤتمر الوطني العام في ليبيا عام 2012 الذي كان فيه حزب تحالف القوى الوطنية يمتلك أكثر الأصوات الشعبية ، و لكنه لا يمتلك عدد يساويها من المقاعد في البرلمان بحكم معادلات احتساب الأصوات ..
و هو الذي أدّى إلى دخول فرقاء فبراير في حرب بينهم دفع ثمنها كل الليبيين ..
و لذلك الأمل في أن ال (75) يُغلِّبوا هدف استعادة ليبيا
و هيبتها فوق كل شيء، بصياغة قاعدة دستورية تعطي لليبيين فرصة إستعادة دولتهم …
إن الذين نجحوا في إنتاج سلطة مقبولة إلى حد بعيد بين الليبيين يمكنهم أن يسنّوا قاعدة دستورية تعطي لكل فرد ليبي قوة صوت …
فالليبيون حديثوا عهد بالحياة النيابية، بحيث أن نظام التمثيل النسبي سيستفيد منه ” الحذاق المتمكنون” فقط و سيبعد عامة الناس و هم الغالبية المتضررة، و لذلك و إلى أن يفقه كل ليبي في “اللعبة “النيابية و يقتنع بمدى قوة صوته و تأثيره يجب ان تظل اصوات الليبيين ملكهم لا ملك الأحزاب ..
اتمنى من الجميع أن يتناولوا هذا الأمر على حوائطهم ، عسى أن يصل إلى المتحاورين في جنيف قبل فوات الأوان.
* للإحاطة أكثر عن معادلات إحتساب الأصوات في التمثيل النسبي يمكنكم الحصول على معلومات كثيرة و امثلة توضيحية بالبحث في الشبكة الدولية . مجرد ادخال عبارة ك :
” طرق احتساب الفائزين بالقوائم النسبية، تفي بالوصول للمعلومات المطلوبة.



