تقاريرمحلي

شبكة BBC البريطانية تسلط الضوء على مشروع النهر الصناعي العظيم وتعترف بأهميته

شبكة BBC البريطانية تسلط الضوء على مشروع النهر الصناعي العظيم وتعترف بأهميته

اهتمت شبكة BBC البريطانية، بعمليات قطع إمدادات مياه النهر الصناعي العظيم، واستغلاله كوسيلة ضغط لتحقيق المطالب من قبل العديد من الفئات، مؤكدة أنه مشروع عظيم لليبيا، وأعجوبة ثامنة تضاف لعجائب الدنيا السبع.

وأكدت الشبكة البريطانية في تقريرها الذي تحدثت فيه عن تفاصيل حكاية “النهر الصناعي العظيم” أنه هذا “مشروع ضخم وضع حجر أساسه في مثل هذا الوقت من عام 1984 لنقل المياه الجوفية إلى المناطق الزراعية والمدن كثيفة السكان في شمال ليبيا بتكلفة 35 مليار دولار”.

وأسمت الشبكة البريطانية في تقريرها، النهر الصناعي العظيم بمسماه الذي أطلقه عليه الليبيون، معترفة بذلك بأنه مشروع عظيم فعلا خاصة وأن ” حوالي 80 في المئة من سكان ليبيا البالغ عددهم 6 ملايين نسمة يعيش على امتداد ساحل البلاد على البحر المتوسط أو بالقرب منه ويعتمدون على المياه العذبة التي تضخ عبر الأنابيب من خزانات جوفية في جنوب البلاد حيث تقع أيضا الحقول الغنية بالنفط في ليبيا”، حسبما ورد في التقرير.

ونقلت شبكة BBC عن دائرة المعارف البريطانية قولها “إن النهر الصناعي العظيم عبارة عن شبكة واسعة من خطوط الأنابيب والقنوات الجوفية التي تجلب المياه العذبة عالية الجودة من طبقات المياه الجوفية في أعماق الصحراء إلى الساحل الليبي للاستخدام المنزلي والزراعة والصناعة”.

وأضافت الشبكة البريطانية “تقوم فكرة المشروع على ضخ المياه الجوفية من وسط الصحراء عبر 4 أنابيب عملاقة لتحمل ما يوازي ضعف تدفق نهر التيمز الذي يمر بلندن، من الجنوب إلى الشمال الليبي”.

شبكة BBC البريطانية تسلط الضوء على مشروع النهر الصناعي العظيم وتعترف بأهميته

وذكرت الشبكة البريطانية أن الزعيم الراحل معمر القذافي اعتبر أن النهر الصناعي العظيم الأعجوبة الثامنة في العالم.

وبينت أنه “يتكون النهر من 1300 بئر يبلغ عمق أغلبها 500 متر، وتمتد الأنابيب لمسافة 4 آلاف كيلومتر من الجنوب الشرقي والغربي إلى الشمال لنقل 6.5 مليون متر مكعب من المياه يوميا إلى المدن الرئيسية الكبرى مثل مدن الزاوية وطرابلس وبنغازي وطبرق وسرت وإجدابيا”.

وقالت شبكة BBC البريطانية أن “النهر الصناعي العظيم وُصف بأنه أكبر مشروع ري في العالم، حيث وفر منذ عام 1991 مياه الري والشرب التي تشتد الحاجة إليها في المدن المكتظة بالسكان والمناطق الزراعية في شمال ليبيا، والتي كانت في السابق تعتمد على محطات تحلية المياه وعلى طبقات المياه الجوفية القريبة من الساحل بحسب دائرة المعارف البريطانية”.

وذكرت الشبكة الإعلامية عن المشروع العظيم “كان قد تم اكتشاف المياه لأول مرة في منطقة الكفرة في الصحراء الجنوبية الشرقية في ليبيا في الخمسينيات من القرن الماضي أثناء التنقيب عن النفط”.

وأشارت الشبكة إلى أن “هذا الاكتشاف عبارة عن خزان جوفي ضخم من المياه التي يتراوح عمرها ما بين 10 آلاف إلى مليون عام، وقد تسرب الماء إلى الحجر الرملي قبل نهاية العصر الجليدي الأخير عندما تمتعت منطقة الصحراء بمناخ معتدل”.

وتابعت أن النظام الجماهيري “خطط في البداية لإقامة مشاريع زراعية واسعة النطاق في الصحراء حيث تم العثور على المياه، ولكن تم تغيير الخطط في أوائل الثمانينيات وتم إعداد التصاميم لشبكة ضخمة من خطوط الأنابيب التي تمتد إلى الساحل”، منوهة إلى تصريحات مسؤولين ليبيين بأن “تلك الخزانات يمكن أن تستمر في توفير المياه لآلاف السنين، مستشهدين بالحجم الهائل للخزانات الجوفية”

كما تناولت الشبكة مراحل تنفيذ المشروع المهم، موضحة أن هيئة “النهر الصناعي العظيم، التي أنشأتها الحكومة لإدارة المشروع، بدأت المرحلة الأولى في عام 1984، فقد تم حفر المئات من آبار المياه في حقلي تازربو والسرير حيث تم ضخ المياه من عمق حوالي 500 متر تحت الأرض عبر خط أنابيب مزدوج إلى خزان في أجدابيا، والذي تلقى أول مياهه في عام 1989، وبذلك تم ضخ المياه في اتجاهين، غربا إلى مدينة سرت الساحلية وشمالا إلى مدينة بنغازي، بحسب دائرة المعارف البريطانية”.

وأرد التقرير أنه “تم الاحتفال رسميا بإنجاز المرحلة الأولى من النهر الصناعي العظيم في بنغازي في عام 1991، وفي تلك المرحلة كان بوسع النهر الصناعي العظيم نقل 2 مليون متر مكعب (70.6 مليون قدم مكعب) من المياه يوميا عبر حوالي 1600 كيلومتر من خط الأنابيب المزدوج بين حقول الآبار في الجنوب والمدن المستهدفة في الشمال”.

شبكة BBC البريطانية تسلط الضوء على مشروع النهر الصناعي العظيم وتعترف بأهميته

وتابع التقرير “بدأت المرحلة الثانية من النهر في غرب ليبيا بتزويد العاصمة الليبية طرابلس بمياه الشرب في عام 1996، وتستمد مياه المرحلة الثانية من 3 حقول آبار في منطقة جبل الحساوينه، حيث يضخ أحد خطوط الأنابيب المياه من قصر الشويرف إلى ترهونة في منطقة جبل نفوسة، ويمتد خط أنابيب آخر شمالا وشرقا إلى الساحل، حيث يتجه غربا ويزود مدن مثل مصراتة بالماء قبل أن ينتهي في طرابلس، وتم الانتهاء من المرحلة الثالثة من النهر الصناعي العظيم في عام 2009 حيث تم تقسيمها إلى جزئين وإضافة ما مجموعه 1200 كيلومتر من خطوط الأنابيب”.

واعتبر التقرير البريطاني أن “الجزء الأول كان بمثابة توسعة للمرحلة الأولى وأضاف 700 كيلومتر من خطوط الأنابيب ومحطات الضخ الجديدة لزيادة إجمالي قدرة الإمداد اليومية إلى 3.68 مليون متر مكعب (130 مليون قدم مكعب)، وقدم الجزء الثاني من المشروع 138 ألف متر مكعب إضافي (4.9 مليون قدم مكعب) يوميا لطبرق من الآبار في واحة جغبوب، واستلزم بناء خزان جنوب المدينة و 500 كيلومتر من خط الأنابيب”.

واسترسل تقرير شبكة BBC بأن ” المشروع يشمل أيضا مرحلتين إضافيتين (الرابعة و الخامسة)، والتي تشمل تمديد نظام المرحلة الأولى من النهر جنوبا إلى حقول الآبار في منطقة الكفرة، ومد خط أنابيب من آبار قرب غدامس في الصحراء الغربية إلى مدينتي الزاوية والزوارة الساحليتين غربي طرابلس، فضلا عن مد خط أنابيب يربط بين أنظمة المرحلة الأولى للنهر والمرحلة الثانية وستبلغ السعة الإجمالية لمجمع مياه البحر المتوسط مع جميع المراحل التي تم بناؤها حوالي 6.5 مليون متر مكعب (230 مليون قدم مكعب) من المياه يوميا، وستتضمن الشبكة الكاملة حوالي 4 آلاف كيلومتر من خطوط الأنابيب”.

وأوضح التقرير أنه عندما تم إطلاق المرحلة الأولى، أعلن في ذلك الوقت أن “الأنابيب المستخدمة هي الأكبر في العالم، وبلغ قطر كل منها 4 أمتار وطولها 7 أمتار، وتم تصنيع الأنابيب المستخدمة في مصنعين كبيرين في ليبيا، وقد تم وضع تلك الأنابيب في خنادق بعمق 7 أمتار بواسطة رافعات مصممة خصيصا لذلك، ثم تم إغلاق الوصلات بحلقات مطاطية عملاقة وجص أسمنتي، وتم ملء أقسام الخندق”

وأشار التقرير البريطاني إلى أن “الخزانات المفتوحة الموجودة في نقاط التوزيع مثل أجدابيا تعد بمثابة بحيرات صناعية محفورة من التربة والصخور ومبطنة بالأسفلت، ويزيد قطر أكبر خزان عن كيلومتر واحد، ويحتوي على ما يصل إلى 24 مليون متر مكعب (848 مليون قدم مكعب) من المياه.”

ولفت التقرير إلى أن “العديد من الشركات الهندسية من جميع أنحاء العالم شاركت في مشروع النهر الصناعي العظيم”.

وبين التقرير أنه بعد عام 2011 “تعرض مشروع النهر الصناعي العظيم لعدد من الاعتداءات من مجموعات خارجة على القانون أو الأهالي بهدف إجراء توصيلات غير قانونية، ما يتسبب في قطع المياه عن عدد من المدن والأحياء”

وأكد التقرير أن المشاكل لا تعد شيئا جديدا على مشروع النهر الصناعي العظيم فقد اتهم الزعيم الشهيد معمر القذافي حلف شمال الأطلنطي باستهدافه، كما هددت الاشتباكات بين حكومة السراج غير الشرعية السابقة وقوات شرق ليبيا إمدادات المياه أيضا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى