محليمقالات

هل تجاوزت الأحداث البعثة الأممية في ليبيا؟ وما هي فرصها في الإسهام بإنجاح مسارات التسوية؟ ‏

بقلم/ محمد الأمين

هل تجاوزت الأحداث البعثة الأممية في ليبيا؟ وما هي فرصها في الإسهام بإنجاح مسارات التسوية؟ ‏

 

في ذروة الانشغال الأمريكي الروسي بمجريات الحرب الدائرة على حدود حلف شمال الأطلسي، تبدو البعثة ‏الأممية في ليبيا وكأنّما قد فقدت أدوات تأثيرها المستمدّة أساسا من قوة النفوذ الأمريكي، وتُكافح من اجل ‏المحافظة على دورها الاستشاري وموقعها كقوة اقتراح بآليات شبه منعدمة.. أما انشغال خصم أمريكا الأول في ‏ليبيا – روسيا- بحربها فقد أغرى أصواتا عدة لترتفع بالحديث عن ضرورة استغلال الموقف الراهن للخلاص من ‏المرتزقة الروس، غير أن هذا الموقف يتجاهل تماما أن هنالك أطرافا ليبية لا ترغب في ذلك، وتصرّ على إبقائهم ‏لحسابات عديدة منها السياسي ومنها العسكري والأمني. ويتجاهل أيضا وجود مرتزقة آخرين إلى جانب المعسكر ‏المقابل. ‏

وتبعاً للمتغيرات التي يشهدها الدور الأمني في هذه المرحلة، فإنه لا معنى لرفع سقف الانتظارات بشأن ‏المقترحات التي عرضتها ستيفاني وليامز وأسمتها بـ”المبادرة” رغم كونها لا تعدو كونها نسخة جديدة من خارطة ‏طريق مجلس النواب.. ولذلك فمن المرجح ألاّ يكون لستيفاني دور بالأهمية والزخم الذي كان عليهما خلال ‏الأشهر الأخيرة، وسيستأثر معسكر مجلس نواب طبرق بالنفوذ الأكبر في المشهد الداخلي مستفيدا من تحالفه مع ‏حفتر والإخوان الداعمين لفتحي باشاغا، لكن هذا مشروط بتجاوز تعقيدات استلام باشاغا وحكومته، وكذلك بعدم ‏انفجار الوضع الأمني في المنطقة الغربية. ‏

أما إذا سارت الأمور نحو مزيد التوتر والاحتقان، ووُجه باشاغا بالصّدّ من قبل داعمي الدبيبه، فالغالب على ‏الاعتقاد بأن المسار المرسوم للتسويات سيفقد كل مقومات استمراره ويتجه إلى الانهيار والعودة إلى مربّع ‏الصراع من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى