محلي

الذكرة 54 لإجلاء القوات البريطانية عن أرض الوطن

 

تحل اليوم الذكرى 54 لإجلاء القوات البريطانية عن أرض الوطن، حيث قام الشهيد معمر القذافي بإجبار بريطانيا على سحب جميع قواتها من ليبيا.

وذلك الحدث الوطني التاريخي والمهم الذي حققته ثورة الفاتح متمثلًا في طرد القوات والقواعد البريطانية، بعد أيام قليلة من قيامها، ثأرا لدماء الآباء والأجداد وتضحياتهم الجسام، وانطلاقا من أن الجلاء شرط أساسي للحرية.

وفي ذلك اليوم التاريخي قام اللواء الراحل مصطفي الخروبي عضو مجلس قيادة الثورة بانزال العلم البريطاني ورفع علم الجمهورية العربية الليبية.
وفي هذا اليوم التاريخي القى القائد الشهيد معمر القذافي كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

باسم الشعب الليبي

“تنعقد الجلسة الأولى لمفاوضات إجلاء القوات البريطانية الانجليزية عن الجمهورية العربية الليبية ويطيب لي بهذه المناسبة أن أحيي جميع السادة المفاوضين أعضاء الوفدين الليبي والبريطاني، وأرحب أجمل ترحيب بالسادة أعضاء الوفد البريطاني باعتبارهم ضيوفا في بلادنا واحيي رئيسي الوفدين .

وأستأذن المفاوضين بأن أذكر بالنقاط الآتية ولكن اعتبرها نقاطا على الحروف

إن الجمهورية العربية الليبية غير المملكة الليبية المتحدة، وإن المملكة الليبية المتحدة غير الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس، وإن عام 1969 يختلف عن عام 1953 الذي عقدت فيه المعاهدة

ثانيًا الاحتلال العسكري شيئ مفروغ ومرفوض منذ بدء الخليقة، ويفسر التاريخ بأن الحروب والاقتلال كانت مقاومة ورفضًا للاحتلال للاغتصاب بواسطة القوة.

ثالثًا: إن المعاهدات والصدقات والتعاون أمور لا يمكن أن تبنى في ظل السيف وتحت أزيج الطائرات وهو أمرا يقوله القانون الدولي قبل لا نقوله نحن.

رابعًا: إن حرية ليبيا لازالت ناقصة مادام هناك جندي أجنبي فوق أرضنا، وإن مطلب الحرية والعدل لثورة الفاتح من سبتمبر في مقدمة مبادئنا، ومن أجل الحرية قاتل الشعب الليبي طيلة ربع قرن من الزمان وهو أعزل ضد الغزو الطلياني الفاشي، وإن الشعب الليبي الذي حرك قواته المسلحة في ليلة الفاتح من سبتمبر المجيدة، لايقبل أن يقف على الطريق بعد أن دمر حكم الرجعية وحكم العمالة والتخلف إلا بعد أن تستكمل سيادته فوق أرضه.

خامسًا: أنا على ثقة إن الشعب الإنجليزي الذي اكتسب تجارب كثيرة من مختلف الشعوب يقدر قضية الحرية ويقدسها، وما أنتم إلا ممثلين عن ذلك الشعب العظيم.

سادسًا: إذا كان دخول القوات الإنجليزية لأول مرة هو لمساعدة ليبيا ضد الاستعمار الإيطالي حقًأ، فإن على الإنجليز أن ينسحبوا عندما يقول لهم الشعب الليبي الذي ساعدوه وساعدهم انسحبوا إلي بلادكم، وإذا لم يتحق هذا وتصبح العملية كلها استبدال استعمار باستعمار وغاصب بغاصب، والفرصة متاحة أمامكم الآن أيها الإنجليز لتنجنبوا المحظور وأنا على ثقة من ذلك.

سابعًا: إن بداية دخول القوات الإنجليزية من الأمور غير مقبولة على الإطلاق.

ثامنًا: إن الجمهورية العربية الليبية أعلنت مبدأ الحياد الإيجابي المطلق، وعليه لا يوجد أي مانع يعيق إقامة صداقات وعلاقات وطيدة بين الشعب الليبي والشعب الإنجليزي إلا وجود القاعدة الإنجليزية في ليبيا بصورة مباشرة.

تاسعًا: أنصح المفاوضين بأن لا يضيعوا الوقت لمناقشة القضية من الناحية القانونية، والرجوع إلى نصوص المعاهدة إن المسألة المطروحة اليوم مسألة وجود قوات أجنبية في ليبيا، وليست معاهدة على الإطلاق ويكفي أن الرجل الذي صدق عليها الآن في المنفى، والرجل الذي أعدها في المعتقل، والدستور الذي أجاز له بالتصرف هو الآن في سلة المهملات.

عاشرًا: أؤكد للسادة رئيس وأعضاء الوفد الإنجليز المحترمين، وأن على أسوء الأحوال لا سمح الله، فالقاعدة ستكون معدومة النفع، خاصة من الناحية العسكرية التدريبية والتموينية بالنسبة لإنجليز، علاوة على انعكاساته الضارة على جميع مصالح الإنجليز في ليبيا والعالم العربي بل العالم الثالث بأكمله.”

وقد جاء إجلاء القوات البريطانية من ليبيا بعد أشهر قليلة من قيام ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة في 1969 وتلاه إجلاء القوات الأمريكية في 11 يونيو من نفس العام، ثم إجلاء القوات الإيطالية في 7 أكتوبر، ليكون ليكون عام 1970 هو عام النصر الكامل وتخلص ليبيا من الاستعمار.
الواقع في ليبيا شتان بين الامس واليوم، حيث حرر القائد الشهيد معمر القذافي ليبيا من براثن الاستعمار وجعل منها دولة حرة مستقلة لها سيادتها على أرضها وفي العالم، ولكن اليوم تعيش ليبيا تحت مذلة انواع من التدخلات الأجنبية المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى