تقارير

تقرير غربي: تركيا اندفعت لليبيا انطلاقا من عقيدة “الوطن الأزرق” حتى لايتم تطويقها من البحر

كشف تقرير غربي، الأبعاد الحقيقية للتدخل التركي السافر في ليبيا، قائلا إنه وبالرغم من أن ليبيا كانت جائزة سياسية واقتصادية للمحتل التركي في ليبيا، إلا أن الهدف الاستراتيجي الرئيسي، لتحرك أردوغان، هو العمل على ألا يتم تطويق تركيا في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه، ما قد يؤثر على التجارة والدفاع والأمن في تركيا. وانطلاقا من قومية” الوطن الأزرق” في تركيا.

وتتم غالبية التجارة التركية عن طريق البحر، لذلك أصبح ضمان حرية الملاحة أولوية قصوى للأمن القومي لتأسيس تركيا. وفق التقرير الذي نشر في”تي آر تي وورلد” قبل ساعات.

وواصل التقرير، إنه بالتدخل التركي في ليبيا، والذي قلب الأوضاع، أصبح لأنقرة صوتا أعلى في شرق المتوسط.

ونتيجة لذلك شهدت تركيا تحسن موقعها الاستراتيجي في ليبيا بشكل كبير، وأصبحت “صانع ألعاب”، كما يقول المراقب البحري  يوروك إيزيك.

وأضاف التقرير، أنه إلى جانب المساعدة العسكرية، وسعت الاتفاقية البحرية بين ليبيا وتركيا بشكل كبير المناطق الاقتصادية الخالصة للبلدين، وهو ما يضمن عدم حدوث أي تسوية للطاقة في شرق البحر المتوسط ​​دون وجود أنقرة على طاولة المفاوضات.

وقال أولوك أوزولكر، دبلوماسي تركي سابق، إنهم كانوا يحاولون حصر تركيا في ستة أميال من المياه الإقليمية، وما وراء ذلك لكن بالتدخل في ليبيا، فإن الصراع الدائر في سوريا والوضع في ليبيا أصبحا مترابطان. ولم تعد مسألة شرق البحر الأبيض المتوسط ​ سوى قطعة واحدة مهمة فيما أصبح رقعة شطرنج إقليمية ثلاثية الأبعاد.

 واقترب أوزولكر، من عقيدة “الوطن الأزرق” التي تسير أردوغان، وقال، إن تأمين الاستقرار في جوار تركيا، كان يعني أيضًا تأمين وصول تركيا إلى مياهها الإقليمية.

أما عن عقيدة الوطن الأزرق، فتركيا بصفتها دولة شبه جزيرة ، تمتلك أكثر من 8333 كيلومترًا من السواحل، ولديها أكثر من 462 ألف كيلومتر مربع من مناطق الاختصاص البحري المحتملة، ووفق الاستراتيجية التي تمت صياغتها في عام 2006 تحت عنوان، “مافي فاتان أو “الوطن الأزرق” العقيدة البحرية.

فالهدف الاستراتيجي الرئيس، هو أنه لا ينبغي تطويق تركيا في البحر الأبيض المتوسط ​​وبحر إيجه مما قد يؤثر على التجارة والدفاع والأمن في البلاد، ولأن غالبية التجارة التركية عن طريق البحر، فقد أصبح ضمان حرية الملاحة أولوية قصوى تركية.

وشدد التقرير، إن ذكريات الحصار البحري الذي قام به الإيطاليون واليونانيون وقوى أوروبية أخرى، والتي خنقت الدولة العثمانية بين عام 1911 واستمرت حتى عام 1923، هي بمثابة تذكير، لاردوغان بما يمكن أن يحدث عندما يتم التنازل عن السيطرة على البحر.

وكشف د. مظفر سينيل، الخبير في قبرص والسياسة الخارجية التركية، بأن قرب الجزر اليونانية من البر الرئيسي لتركيا في بحر إيجه “بمثابة احتواء جيوسياسي لتركيا”، وما يعنيه ذلك هو أن شرق البحر الأبيض المتوسط ​​هو آخر البحار المفتوحة المتبقية لتركيا والتي يمكن أن تمارس فيها حرية الملاحة المطلقة.

وأضاف سينيل: “لحماية” الوطن الأزرق “، يرمز الاتفاق مع ليبيا إلى شيئين لأنقرة: أولاً حماية حق البلاد السيادي على منطقتها الاقتصادية البحرية الخاصة وحماية القبارصة الأتراك.

 فليبيا كانت الحل الوحيد لأردوغان للخروج من حصار بحري بحكم موقعها الجغرافي ومياهها الاقليمية.

وهو ما قد يفسر التدخل العسكري السافر والمقيت في الشؤون الليبية، وقيام تركيا بإرسال آلاف المنرتزقة لتعزيز قبضتها في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى