تقارير

تقرير.. أردوغان يدفع بـ”ليبيا” لفوهة شرق المتوسط بتدريبات عسكرية قبالة السواحل الليبية

تُدخل أنقرة ليبيا في متاهة جديدة لا تتحملها. بعدما جعل أردوغان “الوطن” جزءا من صفقاته ورهاناته أمام الغرب. وكأنه لا يكفي ليبيا الفساد والحكومات الخائنة وتردي الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء وشح الوقود ونقص السيولة. فيضيف لها جزءا آخر يزيد معاناتها، بجعلها جزءا من لعبته شرق المتوسط في صراع المستمر مع الأوروبيين وفرنسا واليونان على وجه الخصوص.

ويرى مراقبون، أن إشراك ليبيا في لعبة المناورات البحرية والتنقيب عن الغاز شرق المتوسط. والبدء بالحقول الليبية هو “قذف بالوطن” في معركة دولية وصراع جديد يضاف الى الصراع والحرب الأهلية التي خمدت نارها قليلا، واشتعلت مكانها نيران الاحتجاجات والمظاهرات الرافضة للحكم الفاسد الموجود.

وكانت قد أعلنت، وزارة الدفاع التركية، عن إجرائها تدريبات بحرية وجوية قبالة السواحل الليبية. وقالت الوزارة، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تحليق طائرة هليكوبتر تصحبها الفرقاطة البحرية “جاميليك”، وإجراء تدريبات على مهام البحث والتنقيب والإنقاذ البحرية.

وقال مسؤول تركي في مجال الطاقة، لوكالة “بلومبرغ”، إن تركيا تجري محادثات بشأن التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، وأن حكومة أردوغان تبحث عن مصادر للثروة هناك، بالتعاون مع حكومة السراج غير الشرعية!

يأتي هذا فيما شددت رئيسة اليونان، كاترينا ساكيلاروبولو، على أن موقف تركيا شرق المتوسط يشكل تهديدًا خطيرا لكل من اليونان والمنطقة بأسرها، وأعربت عن القلق إزاء الخطاب الاستفزازي الذي يستخدمه الأتراك، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

ويدور خلاف بين كل من تركيا واليونان وقبرص حول الموارد الهيدروكربونية والنفوذ البحري في شرق البحر المتوسط، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع أكثر حدة و”تحشر” فيه ليبيا! إرضاءا لنزوات أردوغان.

 وتصاعد الخلاف الأوروبي التركي، أغسطس الماضي، حين أرسلت تركيا سفينة “عروج ريس” لاستكشاف الغاز الطبيعي وسفنا حربية إلى المساحات المائية التي تطالب بها اليونان وتعتبرها أنقرة تابعة لها. وردت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية إلى جانب عدة دول في الاتحاد الأوروبي، نظّمت على مقربة من مناورات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي. ودخل البلدان في تراشق لفظي حاد في خلاف استقطب عدة قوى من الاتحاد الأوروبي.

وعليه رمت فرنسا بثقلها خلف اليونان، إذ أرسلت سفنا وطائرات حربية في إطار النزاع المتصاعد بشأن موارد الطاقة والنفوذ البحري في شرق المتوسط. وبعد محادثات مع قادة كل من إيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا واليونان وقبرص، قال الرئيس الفرنسي ماكرون: إن هذه الدول ترغب بالانخراط مجددا في حوار مع تركيا “بنوايا حسنة”. وهددت دول جنوب أوروبا بعقوبات على تركيا ما لم تتراجع عن أعمالها.

على الصعيد الآخر، ادانت أنقرة موقف دول جنوب أوروبا واعتبرته تصعيدا. كما ردت على تصريحات ماكرون وقالت إنه يعرض مصالح أوروبا للخطر.

ووصفت وزارة الخارجية التركية، تصريحات ماكرون بالوقحة والاستعمارية. بعدما قال ماكرون الخطوط الحمراء أمام تركيا واضحة جدا وعلى انقرة احترام السيادة الاوروبية.

وفي هذا كله، ووسط معركة ضارية، يرى مراقبون انها تنجرف بسرعة نحو الصدام. فإن الدفع بليبيا لتكون جزءا من ساحة معارك أردوغان. يحملها أعباء جديدة ويفرض عليها مواقف غير راغبة فيها. كما يدفع الى اتفاقيات مشبوهة على غرار الإتفاق الأمني والبحري نوفمبر 2019 بين أردوغان والسراج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى